الديوان » العصر العباسي » ابن الرومي » عيد يطابق أول الأسبوع

عدد الابيات : 46

طباعة

عيدٌ يطابق أولَ الأسبوعِ

وقعتْ به الأقدارُ خيرَ وقوعِ

للفألِ بالإقبال فيه شاهدٌ

عدلُ الشهادة ليس بالمدفوعِ

غابتْ نجومُ النَّحس عنه وأصبحتْ

فيه نجومُ السعد ذاتَ طُلوعِ

وأظَلَّه جودُ الأمير وقد ذكتْ

نارُ المصيف فظلّ كالمربوعِ

يا أيها الملك الذي نهضتْ به

للمجد خيرُ محاتِدٍ وفروعِ

أنعمْ صباحاً نعمةً موصولةً

بعُرى نعيمٍ ليس بالمقطوعِ

وافتح بعيدك ألفَ عيد بعده

ألفٌ برغم عدوِّكَ المقموع

ولك الوفورُ فإن رُزئْتَ رزيئةً

فرزيئة المرزوء لا المفجوعِ

نفحاتُ كفَّيْ ماجدٍ متخادع

عنهنَّ للسؤَّال لا المخدوعِ

متلافُ أموال صناعةُ كفَّهِ

تفريقُ كل مُؤثَّلٍ مجموعِ

ما زال يبْذُلُها ويعلمُ أنها

لمقاتِل الأعراضِ خيرُ دروعِ

واهاً لمُسلمها إذا هي أُسلِمتْ

من مانعٍ للمَحرمِ الممنوعِ

جُنَنٌ يقينَ إذا سلبن وما وقى

عرضَ الكريم كملبسٍ مخلوع

يا رُبَّ ذي حسدٍ يودُّ لك الردى

ولأنت واضعُ إصرهِ الموضوع

لولاك مارس كلَّ خطبٍ مُضلعٍ

يحمي جفون العين كل هُجوع

إذ لا يكون لذي المِراس غناؤُهُ

إلا الدموعَ يحثُّها بدموع

أخليتَ من تلك الهموم ضلوعَه

فشحنتَ بالشحناء شرَّ ضُلوع

وغدا يودُّ لك التي لو نالها

ريم الصغار بمعطسٍ مجْدوعِ

وجَبَتْ جُنوبُ عِداكَ إنَّ جُنُوبَهُم

أولى الجنوبِ بوجبةِ المصروعِ

بدلاً من القُربانِ عنك وإن غدا

قربان سوْءٍ ليس بالمرفوع

وكفاهُمُ شرفاً لهم وصيانةً

عن شقوةٍ ومذلةٍ وخضوع

أن يُقْتَلوا دون الأمير فدىً له

ومن المكاره نافعُ المرجوع

أَوَلَيس موتُ الحاسديك وإن مَضوْا

وبهم غليلٌ ليس بالمنقوع

خيراً لهم من أن يروا بك حادثاً

مُستشنَعَ المرئيِّ والمسموع

لا كان ذاك فلو رأوْه لأصبحوا

حلفاءَ خوفٍ لا ينام وجُوع

ووهتْ أمورهُمُ هناك فعالجوا

من وهْيها ما ليس بالمرقوع

وعلتْ وجوهَهُمُ التي بيَّضْتَها

قتراتُ ذُلٍّ قامع وخشوع

فبكوا على الجبل الذي كان الذَّرى

من هيج كل ملمَّةٍ زُعْزُوع

لا أُخِّروا ليقدِّموك وقُدِّموا

برضى صبورٍ أو بسُخْط جزوع

يا آل طاهرٍ المطهَّر كاسمه

كم فيكُمُ للخير من يَنبوع

ينْبوعِ معروف ورأي ناجعٍ

في مُعضل الأدواء أيَّ نُجوع

لم يخل نائلُهُ ولا آراؤه

من سدِّ خلّاتٍ ورأب صُدوع

آراءُ داهيةٍ بعيدٍ غورُهُ

ولُهَى قريبٍ مُستقاهُ نَزوع

منكم عبيد اللَهِ وترُ زمانِه

ولرُبّ وترٍ ليس بالمشفوع

طلّاعُ كل ثنيَّةٍ في باذخٍ

صعبِ المراتب ليس بالمطلوع

وعلى يديه جرى صلاح شؤونكُمْ

ورجوعُ إرثِ أبيكُمُ المنزوع

أثنتْ فضائله عليه من ندىً

يغشى العفاةَ ومن حِجىً مطبوع

وتُقى هلوعٍ من وعيد إلهه

من نائبات الدهر غير هلوع

وفضائلٌ أُخَرٌ سواها لا تُرى

في تابع أبداً ولا متبوع

حتى استمال من العدوِّ مودَّةً

ما ألقيتْ لمقدِّرٍ في رُوع

فتقبلوا لطفَ الإله وصُنْعَه

بقبول ملطوفٍ له مَصْنوع

ولقد أمرتُ بذاك منكم معشراً

خنعوا بشكر اللَهِ أيَّ خنوع

رجعتْ حقوقُكُمُ رجوعَ نزائع

نزعتْ إلى وطنٍ أشدَّ نزوع

فرعيتُمُوها رعْيةً محمودةً

معدومة المهزول والمسبوع

وكفيتمونا ما أهمَّ فكلُّنا

يرعى مريع العيش غيرَ مَرُوع

فجريتُمُ جَرْيَ النسيم بسُحرةٍ

منا ومجرى البارد المجروع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الرومي

avatar

ابن الرومي حساب موثق

العصر العباسي

poet-abn-rumi@

2020

قصيدة

17

الاقتباسات

1852

متابعين

علي ابن العباس بن جريج، أو جورجيس، الرومي، أبو الحسن. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي. روميّ الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، ...

المزيد عن ابن الرومي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة