عدد الابيات : 54

طباعة

قال يوماً لأسود

ناكه وسط ممرغَهْ

حُكَّ درزي بخصيتَيْ

ك قليلاً بنغنغه

ثم قفّى بضرطة

ذات هول مترَّغه

قال

والله بيَّغه

قلت نكها فإنها

فقحة تعرف اللغه

وبديع من البدائع يسبي

كل عقل ويطَّبي كل طرفِ

وُفِيَ الحسنَ والملاحة حتى

ما يوفيه واصف حق وصفِ

قدحٌ كان للرشيد اصطفاه

خلف من ذكوره غير خَلْفِ

كفم الحب في الحلاوة بل أح

لى وإن كان لا يناغى بحرف

صيغ من جوهر مصفى طباعاً

لا علاجاً بكيمياء مُصَفِّ

تنفذ العين فيه حتى تراها

أخطأته من رقة المُستَشفِّ

كهواء بلا هباء مشوب

بضياء أرقِق بذاك وأصفي

وَسَطُ القَدر لم يكبَّر لجرعٍ

متوالٍ ولم يُصَغَّر لرشفِ

لا عجول على العقول جهولٌ

بل حليم عنهن في غير ضعف

يمتع الشاربين بالشرب فيه

وبلذات كل قصف وعزف

ما رأى الناظرون قداً وشكلاً

فارساً مثله على بطن كف

ليس يخلو إذا تعاطاه قوم

من أكف يمسحنه بتحفّي

ما رأوه إلا استُخِفَّ حليمٌ

لم يكن قبل ذاك بالمستخفِّ

تؤثر العين أن تنزَّه فيه

عند قول الكرى لذي العين أغفي

فيه نونٌ معقرب عطفته

حكماء القيون أحسن عطف

مثل عطف الأصداغ في وجنات

من غزال يُزهَى بحسن وطرف

ذخرته لك العواقب عندي

يتخطاه كل حين وحتف

فتمتع به وعش في سرور

ألف عام ولستُ أرضى بألف

ثم إني مشمر من ثيابي

فملاقيك من عتابي بزحف

أمن العدل أن حُرمت وغيري

من عطاياك بين غرف وجرف

عمَّ من عمَّ مدحه الناس طراً

منك جود سماؤه ذات وكف

وعداني أن أستخصَّك مدحي

يا ابن يحيى وتلك خطة خسف

ليس ترضى بما فعلت قواف

أنت منها مصدِّرٌ ومقفّي

مِدَحٌ فيك صنتها كل صون

تحت عرض ظَلِفتَه كل ظلف

بعضها قد بدا وبعض يراعي

أن يُرى للعطاء موضع كشف

لا تُكذِّب مخيلة لك أضحت

يخطف الطرف لمعها كل خطف

لُهوةٌ أو فإسوةٌ يا ابن يحيى

أتأسّى بها فتُبرد لهفي

رِش جناحي أو سمِّ لي مُستريشا

لك أضحى وريشه غير وحف

وعلى فارطِ العتاب فإني

واطئٌ من معاتبي كل رضف

قائل فيك للعدو مقالاً

فيه كَبتٌ له وإرغام أنف

أيهذا المسائلي بعليٍّ

أنا طَبٌّ به فسائل وأحف

لعليٍّ في ذروة المجد بيتٌ

لم يُسقَّف سوى السماء بسقف

شاد بنيانه إلى النجم جودٌ

يهدم المال باعتداء وعسف

يا لَقومٍ لجوده كيف يبني

وهو سيل وكل سيلٍ معفِّي

لو تكون الجبال مالاً أو البح

ر لغاداهما بنسف ونزف

هل تراه ومالُه غيرُ نهبٍ

أم تراه وجاهُه غيرُ وقف

ما يرى نُهزة من العرف إلا

ثقفتها يد امرئ منه ثَقف

قُذِفت خيفة الملامة منه

في فؤاد مشيَّعٍ كلَّ قذف

فهو ما شئت من جبان شجاع

آمن راجف الحشا كل رجف

حاسر للسلاح مجتاب درع

دون أدنى قوارص القول زغف

يتقي نفحة اللسان ويغشى

كل طعن وكل ضرب طِلَخْف

يقبل البخس في الثناء عليٌّ

ويكيل الجزاء كيل موفِّي

ما افترينا في مدحه بل وصفنا

بعض أخلاقه وذلك يكفي

لو مدحناه بالذي ليس فيه

وقع المدح منه موقع قرف

ولكنا كناحلي المسك عَرفاً

من سواه مكان أطيب عرف

ما لنا في مديحه غير نظم

للمساعي التي سعاها ووصف

هذه غِيبتي برغم عدو

يَغضف الأذن دونها كل غضف

وبرغم اللُّهى التي راغمتني

فهي عني مصروفة كل صرف

من يكن كهفه سواك فحسبي

بك في النائبات من كل كهف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الرومي

avatar

ابن الرومي حساب موثق

العصر العباسي

poet-abn-rumi@

2020

قصيدة

17

الاقتباسات

1851

متابعين

علي ابن العباس بن جريج، أو جورجيس، الرومي، أبو الحسن. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي. روميّ الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، ...

المزيد عن ابن الرومي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة