الديوان » العصر العباسي » البحتري » كم من وقوف على الأطلال والدمن

عدد الابيات : 19

طباعة

كَم مِن وُقوفٍ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ

لَم يَشفِ مِن بُرَحاءِ الشَوقِ ذا شَجَنِ

بَعضَ المَلامَةِ إِنَّ الحُبَّ مَغلَبَةٌ

لِلصَبرِ مَجلَبَةٌ لِلبَثِّ وَالحَزَنِ

وَما يَريبُكَ مِن إِلفٍ يَصُبُّ إِلى

إِلفٍ وَمِن سَكَنٍ يَصبو إِلى سَكَنِ

عَينٌ مُسَهَّدَةُ الأَجفانِ أَرَّقَها

نَأيُ الحَبيبِ وَقَلبٌ ناحِلُ البَدَنِ

أَسقى الغَمامُ بِلادَ الغَورِ مِن بَلَدٍ

هاجَ الهَوى وَزَمانَ الغَورِ مِن زَمَنِ

إِنّي وَجَدتُ بَني الجَرّاحِ أَهلَ نَدىً

غَمرٍ وَأَهلَ تُقىً في السِرِّ وَالعَلَنِ

قَومٌ أَشادَ بِعَلياهُم وَوَرَّثَهُم

كِسرى بنُ هُرمُزَ مَجداً واضِحَ السَنَنِ

تَسمو بَواذِخُ ما يَبنونَ مِن شَرَفٍ

كَما سَما الهَضبُ مِن ثَهلانَ أَو حَضَنِ

وَلَيسَ يَنفَكُّ يُشرى في دِيارِهِمِ

وافي المَحامِدِ بِالوافي مِنَ الثَمَنِ

الفاعِلونَ إِذا لُذنا بِظِلِّهِمِ

ما يَفعَلُ الغَيثُ في شُؤبوبِهِ الهَتِنِ

لِلَّهِ أَنتُم فَأَنتُم أَهلُ مَأثُرَةٍ

في المَجدِ مَعروفَةِ الأَعلامِ وَالسُنَنِ

فَهَل لَكُم في يَدٍ يَنمي الثَناءُ بِها

وَنِعمَةٍ ذِكرُها باقٍ عَلى الزَمَنِ

إِن جِئتُموها فَلَيسَت بِكرَ أَنعُمِكُم

وَلا بَدِئَ أَياديكُم إِلى اليَمَنِ

أَيّامَ جَلّى أَنوشِروانُ جَدُّكُمُ

غَيابَةَ الذُلِّ عَن سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ

إِذ لا تَزالُ لَهُ خَيلٌ مُدافِعَةٌ

بِالطَعنِ وَالضَربِ عَن صَنعاءَ أَو عَدَنِ

أَنتُم بَنو المُنعِمِ المُجدي وَنَحنُ بَنو

مَن فازَ مِنكُم بِعُظمِ الطولِ وَالمِنَنِ

وَقَد وَثِقتُ بِآمالي الَّتي سَلَفَت

وَحُسنِ ظَنِّيَ في الحاجاتِ بِالحَسَنِ

بِبارِعِ الفَضلِ يَأوي مِن شَهامَتِهِ

إِلى عَزائِمَ لَم تَضعُف وَلَم تَهِنِ

ما إِن نَزالُ إِلى وَصفٍ لِأَنعُمِهِ

فينا وَشُكرٍ لِما أَولاهُ مُرتَهَنِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2101

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة