دليلُ عُلاك ليس على اعتراض

وبسط نداك ليس إلى انقباض

وفيك محاسنٌ لفظاً ومعنى

نهضت بعبئها أيَّ انتهاض

يقر الحاسدون بها ولَم لا

وجدُّك شاهدٌ ونداك قاضي

بقيةُ منجبيكَ أباً وجداً

وبالباقين تُعتبر المواضي

وأورثهم وقد كثروا وطابوا

كرث الزهر أنفاس الرياض

فهذا النور من تلك المشاكي

وهذا النهر من تلك الحياض

أتاني عن أبي الفضل ارتحالٌ

ثناني بين وجد وارتماض

فلم نحن الضلوع على سلوٍ

ولم نطو الجفونَ على اغتماض

فراقُ النفس ليس عن اختيار

وفقدُ الروح ليس عن التَّراضي

ومن يعتض خليلاً من خليلٍ

فما عُوضتُ خِلاً من عياض

ولي دَين بلقيته ولكن

أرى الأيام تمطل بالتقاضي

أبا الفضل الزمان كما تراه

يقلبُ في انبرام وانتقاض

رضيتُ عن الفراق وفيه سخط

وإني عن فراقك غير راض

فسر متمهلاً وارجع سريعاً

كصقر في علو وانقضاض

وعش في غبطةٍ وعُلاً ومجدٍ

وسعدك ذو انقياد وارتياض

متى صَحَّت دعاوى كلِّ صعبٍ

بتزكية من الحدق المراض