الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » طرف من لاحظ الزمان غضيض

عدد الابيات : 30

طباعة

طَرْفُ مَنْ لاحظَ الزمانَ غَضِيضُ

كلَّ يومٍ له جَنَاحٌ مَهيضُ

إِنَّ من ضاجع الخطوبَ سَيُنْبي

جنْبَهُ مَضْجعُ الخطوبِ القضيض

نُكَبُ المرءِ ما يزالُ يناجي

هِ يهنَّ التصريحُ والتعريض

فهو حيناً يقوم فيها إذا ما

جاشَ آذيُّها وحيناً يخوض

غالك الدهرُ يا محمدُ والمب

رَمُ من كلِّ وجهةٍ منقوض

أيّ بيتِ سَمَتْ دعائمُهُ لم

يتناوَلْ سُمُوَّها التقويض

ما شككنا إِذ كنتَ بحرَ المعالي

أنه عندما تَغيضُ يَغيض

فجميلُ الثوابِ بعدك من أق

بحِ ما يستعيضُهُ المستعيض

يا سماءَ الشعرِ التي لي عليها

كلَّ يومٍ سماءُ دمعٍ تفيضُ

ومن العدلِ إن تُبكَّى القوافي

بالقوافي ما دام فيها نُهوض

من يُحلِّي العَروضَ بعدكَ لاَ مَن

حين يُعْرَى من الحُلِيِّ العَروض

سَخِنَتْ أَعينُ القصائد بعدك واس

ودّتْ وجوهُ المقطَّعاتِ البيض

ليس مرفوعُها وقد بِنْتَ مَرفُو

عاً ولكنْ مخفوضُهَا مَخْفوض

كيف تجني الأفهامُ زَهْرَ المعاني

بعدما جفَّ روضُهُنَّ الأريض

الدواءُ الذي عهدناه مذ كا

ن يداوَى به الفخارُ المريض

وغريضُ اللفظ الذي لا يبالي

سامعوه ألاَّ يكونَ الغريض

أيّ رزءٍ خضناه طولاً وعرضاً

ضاقَ عنه الصبرُ الطويلُ العريض

أَسَدُ البأس يا بني أسدٍ ظ

لَّ ومبسوطُ بأسِهِ مَقْبوض

بعد ما ألبسَ الملوكَ عقوداً

لفريدِ الآدابِ فيها وَميض

أبداً للزمان خاتم مجدٍ

بيدِ الموتِ عنكمُ مَقْبوض

إِنْ تُبَقَّ الأحزان في كلِّ حيٍّ

سُنَناً فهي في نزارٍ فروض

كيف لم يصبح الحضيضُ سُكاكاً

حين وارى ذاكَ السُّكاكَ الحَضيض

أيُّ مدحٍ له الصديقُ مُسيغٌ

شَرْي هجوٍ به العدوُّ جريض

فهو طوراً إلى قلوبٍ حبيبٌ

وهو طوراً إلى قلوبٍ بغيض

اسْتُرِدَّتْ منّا قُروضُ الليالي

إِنَّ شرطاً إن تُسْتَرَدَّ القُروض

لا ألوم التغميض في أن يعادي

جفنَ عيني من أجْلِهِ التغميض

كبدٌ لم يزل يدنِّسها الوجْ

دُ وقلبٌ من السلوِّ رحيض

ما الأسى المطلقُ الإباض سواءٌ

حينَ تَبْلوهُ والأسى المأبوض

أيّها الرائضُ العَزاءَ سَفاهاً

رُضْتَ مُستَصعَباً على مَن يروض

كان هذا القريضُ حيّاً فحتى

حين ماتَ المعوَجّ مات القريض

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

110

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة