الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » كلف شجته معالم الأطلال

عدد الابيات : 48

طباعة

كَلِفٌ شَجتهُ معالم الأطلالِ

لمّا عَفت وخلت من النزالِ

بعثت لهُ الشوق المبرّحَ والجَوى

دمنٌ منَ الحيّ النزول خوالِ

وَمرتّل التغريدِ يصدحُ بالضُحى

مِن فوقِ فرعٍ من فروعِ الضالِ

غنّى فذكّرنا بعهدٍ سالفٍ

مِن مدّةٍ سلفت منَ الأحوالِ

ما بالُ عمرة لَم تَجد لمتيّمٍ

مِنها على اِستِحقاقهِ بوصالِ

خودٌ تمازج وصلها بصدودها

في زيِّ مشغوفٍ وهجرة صالِ

تَنأى وتقربُ للمحبِّ وهكذا

طبع الخراد البيض في الإذلالِ

وَلربّما قَد جادَ لي بوصالِها

منها عَلى الهجرانِ طيف خيالِ

بذل الخيال لنا رخيصاً وصلها

مِن بعدِ طولِ الهجر وهو الغالِ

ريَّا السواعدِ رخصة أطرافها

ظَميا الموشّح فعمة الخلخالِ

غصّت خلاخلُها بفاعمِ ساقها

وَشَكت مآزرُها من الأكفالِ

وَتَرى الحياءَ عَلى محاسن وجهها

يَحوي بريق مائهِ السلسالِ

مثل الغزالةِ إِن بَدت وَإِذا رَنَت

بِلِحاظِها ترنو بعين غزالِ

يا أيّها الناس اِفهموا لي ما أنا

مستنسخٌ مِن محكمات مقالِ

أَنا لستُ بالراضي على ناس أرى

أَحوالهم ما وافقت أحوالي

بذَلوا مدى أيّامهم عرضي وما

أَنا لهم ما عشت بالبذّالِ

قارَبتُهم فَتباعدوا باعدتهم

قَربوا بطبعٍ خادعٍ ختّالِ

لا غروَ إِن حسدوا بما قَد عاينوا

ما نلت مِن كرمٍ ومن أفضالِ

فَلَقد تعمّد ذاك إخوةُ يوسف

مِن قبلُ في الزمن القديم الخالي

فَوحقّ مَن قَد كانَ صوّر آدماً

في الخلقِ من حمأٍ ومن صلصالِ

لأجدّ في إصلاحِ سعي النفس إن

أَذنَ الإله بصالح الأعمالِ

إنّي اِمرؤٌ لا أَرتضي بمحلّة

فيها يُساوى الحرُّ بالأنذالِ

لا يبلغ المجدَ اِمرؤٌ إلّا إِذا اِس

تَمطى بجانب شدّة الأهوالِ

وَالمرءُ مَن يسمو بمفخرِ نفسهِ

لا مفخرِ الأعمامِ والأخوالِ

وَمفازة عطشى الفلا مجهولة

جاوزتها بجلالةٍ شملالِ

يَسري بمضطرم العزيمةِ جاهل

حكماً منَ الآداب والآمالِ

وَتشيم مِن جَدوى فلاحٍ بارقاً

تُزري بكلِّ مجلجلٍ هطّالِ

اليجشبيّ الأمجد الملك الّذي

أَفنت مَواهبهُ جزيل المالِ

غيثٌ غداة تنقّل وتفضّلٍ

ليثُ غداة تدعّس ونزالِ

طعّانُ فرسانِ الخميسِ وإنّه

يومَ المغارمِ حاملُ الأثقالِ

جلّت معاليهِ وعظمته عن الت

تَكييفِ والأندادِ والأشكالِ

يا أيُّها الملك الّذي حَرسَ العلا

بِشوازبٍ وقواضبٍ وعوالِ

اِسمَع مقالةَ مُخلصٍ لكَ لم يَزَل

مِن جودِ كفّك موثقاً بعقالِ

أَسميت فيما يرتجى آماله

بِذُرى يديك فهنّ غير هزالِ

وَلتهنَ بالعيدِ الّذي قد أتى

لكَ بالسرورِ معاً وبالإقبالِ

عيدٌ بهِ خُتمَ الصيام وإنّه

لمبشّرٌ بالفطرِ من شوّالِ

أَضحى بدولتك الغداة ونصرها

مستحسن الإبكارِ والآصالِ

وافى وقَد بذلَ السلام لوجهك ال

محجوب بالإكرامِ والإجلالِ

وَاِفترّ مبسمها بوجهٍ مشرقٍ

لمّا اِشتهرت لهُ بأنعمِ بالِ

لا زالَ هَذا العيدُ يأتي زائراً

مُستقبلاً لكَ أيّما اِستقبالِ

إنّي عَجبتُ لكَ الغداةَ وأنتَ في

تختِ الممالكِ للرعيّة والِ

والناسُ يَزدحمونَ جودك كلّهم

شوقاً لرؤية وجهك المفضالِ

لَمّا رأوكَ وأنتَ وسط الدستِ من

بينِ الجنودِ معاً وبين الآلِ

خرّوا لتقبيلِ البساطِ جميعهم

مِن قبلةٍ أو يمنة وشمالِ

حقٌّ لهذا الدست يهدي تربَه

طيباً إِلى الأملاك والأقيالِ

وَتزورهُ الأطيارُ مع وحشِ الفلا

مِن كلّ يعفورٍ ومن رئبالِ

بك زيّن اللّه البلادَ فأَصبحت

كالبكرِ تسحب فضلة الأذيالِ

فلك الزعامةِ والرِياسةِ والعلا

ولكَ المحلّ السامك المتعالِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة