الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » هيج الحب بقلبي وشغف

عدد الابيات : 38

طباعة

هيّج الحبّ بِقَلبي وشغف

هاتفٌ مِن صادحِ الورقِ هَتَف

ناشداً أسجاعَهُ تحسبهُ

ناكساً يَقرأُ آيات الصحُف

كلّما كرّرَ في تغريدهِ

زادَني تغريدهُ نارَ الأسَف

يا لحاهُ اللّه ما أفضحهُ

مِن خطيبٍ بِالأغاني قَد عُرِف

جدّدَ الأشواقَ إِذ ذكّرني

عَهدَ أيّامٍ تَقضّى وَسَلف

مَن لقلبٍ ذائبٍ محترقٍ

في مَقاساتِ الكآباتِ عكَف

وَلدمعٍ كلّما كَفكفتُه

فاضَ مِن جَفني وشيكاً ووَكَف

وَلجسمٍ قَد براهُ الوجدُ حت

تى غَدا مُنتحفاً مثل الألِف

يا فُؤادي ذُب جوىً إنّ الّذي

كنتَ تَخشاهُ منَ البينِ أزِف

مَن ملومي مِن عذولي إِن جرى

مَدمَعي بِالأدمعِ الوطف الذرف

ما لخلّافِ الرجا وَالوعد ما

جادَ لي بِالوعدِ إلّا وخلَف

هَل يرى الإصلاح في قتلِ اِمرئٍ

مُستهامٍ هائمِ القلبِ دَنِف

جئتهُ مُنتصفاً في حبّهِ

فَأَبى من أن يكونَ المُنتصِف

شادنٌ يَرعى رياضَ القلبِ كم

قَد رَعى مِن روضِ قلبي واِقتطف

أغيدٌ تَرشُقني أسهمهُ

في الحَشا إِن طرفه يحوي طرف

أَشنبُ المبسمِ يَحوي ثغرهُ

عسلاً شيبَ بثجّاجِ النطف

كاملُ الحسنِ بديعٌ حسنهُ

يعجزُ الواصفَ مِن حيثُ وصف

مُذ بَدا لي خصرهُ مُنتحفاً

غادرَ الجسمَ نحيلاً منتحف

وَفلاةٍ قفرةٍ في بَطنِها

طائفُ الجنِّ يُغنّي ويرف

يَصحبُ الناسَ لأوبة من

وَلجَ الغيطان فيها واِعتَسَف

جِئتها والليلُ مُرخٍ سجفه

بِطويلِ الباعِ مفتول الكَتِف

مُشمعلّاً في الفيافي قاصداً

ذروةَ المجدِ المعلّى والشَرف

قاصداً وجهَ فلاحٍ هادياً

مِن قَريضي كلَّ مدحٍ مطّرف

ملكٌ بالفضلِ قَد أَضحى لهُ

كلُّ ذي فهمٍ ونطقٍ معترف

كَم لهُ مِن مزنةِ قَد أَمطرت

ديمةً هطّالةً فيها وَطف

أَلِفَ الجودَ فَأَضحى مُدنفاً

هائمَ القلبِ بِما كانَ أَلف

وَرَقى سمكَ المَعالي فاِنتهى

غايةَ الأوساطِ مِنها وَالطرف

أَصيد لو صَدمَت سَطوتهُ

يَذبلاً لاِرتجَّ مِنها واِرتجَف

وَتَرى ماءَ الحَيا في وجههِ

مُستمرّاً لَم يُعارضهُ نشَف

ما كَبا في شأوِ ميدانِ العلا

لا ولا عَن غايةِ المجدِ وَقَف

يا لهُ مِن بحرِ جودٍ زاخرٍ

نَبذَ الدرَّ إِلَينا وقَذَف

يا مليكاً جلّ قَدراً وعلا

أَن يُعالى في العلا ويتّصف

ما تَرى في شاعرٍ لولاك يا

كعبة الوفدِ عنِ الشعرِ خلف

قَد حباكَ الآنَ ما يخجل ما اِس

تَخرَجَ الغوّاص من بطنِ الصدَف

جاءَ مُختصّاً بهِ حتّى دَنا

منكَ دونَ الناسِ طرّاً واِزدَلف

وَلَكم أنتَ كشفتَ الضرَّ عن

هُ بمالٍ أو بجاهٍ فَاِنكشَف

عِش عَلى الدنيا عزيزَ النفس ما

دامتِ الأرواحُ فيها تختلف

وَاِبقَ وَاِسلَم منعماً لا اِنكسفت

شمسُ علياكَ ولا البدر خسف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة