الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » قفا وانظراني كي نزور ونسألا

عدد الابيات : 40

طباعة

قِفا واِنظراني كي نزورَ ونسألا

مقاماً من الأحباب مربعُه خلا

مقام تعفَّى من خليطٍ تحمَّلُوا

وكانوا به من قبل ذلك نُزَّلا

تحمَّل صبري واِستطارت حشاشتي

غداةَ فريق الحيِّ منه تحمَّلا

ولولا هوى أسما لما زرتُ رسمَه

ولا اِنصبَّ دمعي في مغانيهِ مسبلا

فتاة لها أخلصت ودِّي ولوعتي

وأكثرت نسيبي بها والتَّغزُّلا

وضنَّت علينا بالسَّلامِ وحرَّمت

عَلينا بحكمِ الهجر شيئاً محلَّلا

فَما لها أبدت صدوداً لنا وقد

سلبت عن محبٍّ قطّ ما سلا

فما اِحتَجبت عنّي ولا غاب شخصها

من العينِ إِلّا في ضميري تمثَّلا

إِذا نفحت نشراً حكت في أريجها

ونكهتها مسكاً ذكيّاً وصندَلا

وإن وشّحت أو خلخلت خلن وشحها

بها واِشتكى الخلخالُ منها المخلخلا

تَفوقُ غزالَ الريم منها مقلَّدا

ولحظاً بسحرِ الحسنِ منها مكحَّلا

لَها مبسمٌ عذبُ الرّضابِ كأنَّه

يروحُ ويغدو بالعبير معلّلا

فهيهات عنها القلبُ يذهل بعدما

قد اِتّخذت منه مقاماً ومنزِلا

أرى كيف هذا الدهر أخلفَ طبعَهُ

وأدبر عنِّي بعدَ ما كانَ مُقبلا

فلا تتَّثق يوماً بما أنت في الوَرى

له كنتَ من كدشِ الزَّمانِ محصّلا

وإنّي حلبتُ الدَّهرَ ضرباً فتارةً

أمرَّ وطوراً في مذاقتِهِ حلا

وحاسيت كأسيه جميعاً وكان لي

مزاجهما أريا لذيذاً وحنظلا

تقدَّمني ناس فأصبحتُ آخراً

على إثرهم من بعد ما كنتُ أوّلا

وكم حاسد أضحى يلجلج مضغتي

وينظرني باللَّحظِ نظرة أحولا

ولا ذنب لي فيهِ سوى أنَّني له

سناد إذا ما الأمر أصبح معضلا

ولمَّا اِصطنعت الصبرَ في مستحقِّه

لنفسي وجدتُ الصبرَ للنفس أجملا

وربَّ رجاء خاب ممَّن رجوته

وقد كنتُ دونَ الناسِ منه مؤمّلا

ومن عاشر الأيّامَ دهراً فإنَّه

على طائلِ الأيَّامِ لا بُدّ يُبتلى

وأرضٌ من الغيطانِ قفراءُ هوجلٌ

تواصل أرضاً وحشة البيدِ هوجلا

قطعتُ فلاها واِرتكبتُ مخوفَها

بذات وصف صامت الكفِّ أفتلا

إذا خرجت من عسقلٍ متواصلٍ

ولجَّت بها من بعدِ ذلكِ عسقلا

تمحنتها في السَّير حتّى أنختها

بباب مليكٍ خُصَّ بالمجدِ والعُلا

بباب فلاح كعبة الوفدِ حيثُ لا

يرى وفدُه روضَ السماحةِ ممحلا

فتى ما أتاه سائل منه مرتجي

جزيل العطا إلّا وأعطى وأجزلا

همامٌ بتاجِ الفخرِ أضحى متوّجاً

ويُمسي بإِكليل المعالي مكلّلا

متى تلقه تلق اِمرءاً متنبّهاً

أخا مشكلات قلّب القلب حوّلا

تناجيه آراء له عن سكينةٍ

وحلم له لو قيس وزناً بيذبلا

سطا في البغاة المعتدين بدولةٍ

يصير لها الصعبُ الجموحُ مذلَّلا

وأصبح منهم كلُّ فحلٍ غشمشم

تُحسّ به من شدّةِ الخوفِ أفكلا

إليك ابن نبهان المتوَّج جاوزت

بنا في السرى فجّاً من الأرضِ مجهلا

فما القول منك اليوم في شاعر حلا

علاك قريضاً كالجمان مفصَّلا

وأولاك من سحر الكلام بضائعاً

غرائبها تُنسي الوليدَ وجرولا

أتى فرأى منك الغديّة طلعةً

فكبّر إجلالا لديك وهلّلا

وخرّ لوجه الأرضِ في الدّست ساجداً

وصافح بالوجه البساطَ وقبَّلا

وقال ألا ذا اليوم يوم مبارك

نراه لنا يوماً أغرَّ محجَّلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة