الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » إلى الله أشكو ما لقيت من الجوى

عدد الابيات : 27

طباعة

إِلى اللّه أَشكو ما لقيتُ منَ الجَوى

غداةَ اِستقلّت بِالحدوجِ الأباعرُ

وَإِذ نحنُ لَم نُحسِن وداعاً منَ البكا

سِوى نظرٍ تَقضيه عنّا النواظرُ

إِذا اِفترقت أَجسادُنا في وَداعنا

تَلاقت قلوبٌ بَيننا وخواطرُ

أَيا مُخبري عَن أرسمِ الحيِّ هل عفت

وَهَل جادَ هانئٌ من الغيث ماطرُ

وَهل ألبست أَطلالها حلّة البلا

أَصائلها في مرِّها والبواكرُ

مَعاهد حيٍّ طالَ ما شرقت بها

شموسٌ كأمثالِ الشموسِ سوافرُ

إِذا ما حوتهنّ الخبايا كأنّما

خلالَ الخبايا غزلة وجآذرُ

وَإِن هنّ ألبسن الأساورَ أشرقت

وَزانَت على أعطافهنّ الأساورُ

أَلا ما لسعدى ليسَ تَغفر زلَّتي

وَلَو ألقيت منّي إليها المعاذرُ

وَما الذنبُ إلّا أنّني مولعٌ بها

أُبالغ في حبّي لها وأكابرُ

تَملّكني حبّاً هواها وَلَم يزل

أَوائلُه تقتادُني والأواخرُ

إِذا أَمَرتني بالتسلّي عَزيمتي

عَصاها فؤادٌ بالكآبةِ آمرُ

وَلَولا هَواها ما عرفتُ الهوى ولا

شَجَتني الرسومُ الدارسات الدوائرُ

تُريك ضياءَ الصبحِ غرّةُ وجهها

وَتشبهُ جنحَ الليلِ منها الغدائرُ

تثنّت بِغصنٍ فوقَ دعصٍ منَ النقا

يَميلُ بهِ بدرٌ منَ الحسنِ بادرُ

إِذا نظرت سلّت منَ اللَحظِ باتراً

مَضاربه تعنو لهنَّ البواترُ

وَمَجهولةُ الأرحاءِ خبّت يناطها

بِحرف أمون لوّحتها الهواجرُ

أَقولُ لِصَحبي والمَطايا رواكعٌ

بِنا سجّداً واليوم عنهنّ نافرُ

وَإِذ نحنُ نَطوي في الدجى كلّ سملق

تُسايرنا فيها النجوم الزواهرُ

سَلوا ناصراً يا جملةَ الوفدِ إنّما

لَكم ناصرٌ فيما تريدون ناصرُ

فَتىً جودهُ للحادثات الخطب كاسرٌ

وَلِلمعدم العافي منَ الكسر جابرُ

فَما في الحجا والحلم يذكر أكثم

لَديهِ وَلا في العلمِ يذكرُ باقرُ

همامٌ لهُ في رتبةِ المجدِ والعلا

منارٌ وفي سمك المعالي منابرُ

إِذا السائلُ العافي رَأى حسنَ وجههِ

تَلقّته منه بالسرورِ بشائرُ

وَدونك يا فرد الزمان غريبةً

بِها مِن غميرات المعاني جواهرُ

تُشارك في ذاتِ البديهةِ باطنٌ

لِتسهيلها في النظمِ منّي وظاهرُ

فَلَم يهدِها هادٍ إلى مستحقّها

سِواي ولم يسبق بها قطّ شاعرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة