الديوان » العصر الايوبي » الأبله البغدادي » ماذا يحاول قدك المجدول

عدد الابيات : 43

طباعة

ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ

جدلَ العنانِ وخصرك المتبولُ

لو شئتَ بلّ غليله بك حائمُ

وأبلَّ من داء الغرام عليك

حتام يغريني بهجركِ كاشحُ

ويسومني السلوان عنك عذولُ

ما لي حملت اللَّوم فيك وإنه

عبء على ظهر المحب ثقيل

أجمِل فإني ذقت من ألَمِ الهوى

ما لم يذقه كثيِّر وجميلُ

ولئن أردت على الغرام شهادة

فسل الدموع فإنهن عدولُ

وأغن يحكي الشمس في رأد الضحى

كالليل وارد فرعه المسدولُ

يصبي الحليم بوجنة ماء الصبا

فيها على شعل الحياء تجولُ

يزداد تمويجا إذا أخجلته

حتى يكاد من الأسيل يسيلُ

كم رمت أن أسلو هواه فردني

كفل بتجديد الغرام كفيلُ

خنث الشمائل ليس يصحو طرفه

وعلام يصحو والرضاب شمولُ

ينآد من سكر الشباب وأنا

يحلو اعتدال الغصن حين يميلُ

أهوى زيارته ولو أن الدجى

جيش يمانع والنجوم نصولُ

ويشوقني نفس العرار تسوقه

بالغور من قبل الحَبيب قبولًُ

طربا إلى ذاك الجناب ودونَه

عرض الفلاة وتيهها المجهولُ

ورجال هيجاء أعلوا سمرهم

مهج النفوس فما إليه سبيلُ

يهتز في كف المدجج منهم

لدن كأنَّ سنانه قنديلُ

وسليل برق ليس يمنع حدّه

تحت العجاجة مغفر وشليلُ

ماض كعزم الماجد ابن محمد

وكوجهه بشرا غداة ينيلُ

ملك توقَّلَ من علاه ذروة

يرتد عنها الطرف وهو كليلُ

متواضع فإذا بدا لمتوح

فشعاره التعظيم والتبجيلُ

يهب الكواعب في الحجال وسُبقا

قد زانها غرر لها وحجولًُ

لا يبلغ المدَّاح كنه صفاتهِ

عجزا ويبلغ من نداه السولُ

أسد له البِيض الحِدادُ أظافر

إن صال والسمر الذوابل غيلُ

ومؤنب أبدا على بذل اللهى

تأبى المسامع إن لحاه عذولُ

ما إن مسائله إليه وسيلة

إلا الرجاء عليه والتعويلُ

فالورد أعذب والحِجاب مسهل

والوجه طلقُ والعطاء جزيلُ

واشمّ أَروع لا يرَّوع جاره

فنزيله للفرقدين نزيلُ

غيث على سؤَّاله متهلل

سيف على أعدائه مسلولُ

رقت شمائله فهن شمول

وجرت مواهبه فهن سيولُ

بطل عتاداه لكل كريهة

بيض تخال بوارقا وخيول

وسوابغ كالغدر تمسكها العرى

وتكاد بالأرض العراء تسيلُ

لك يا بهاء الدين يا ابن محمد

بشر على كرم الطباع دليلُ

بشر به يوري زنادَ المجتدي

فيرى وعورَ الجودِ وهي سهولُ

يفديك من يده قرارة وفره

يا من يداه لما اقتناه مسيلُ

ما إن يرى إلا مخلاًّ بالندى

لؤما وإنك للندى لخليلُ

أبني الرفيل ومن ملابسُ مجدهم

فيها لهم عمر الزمان رفولُ

لا غروَ إِن طبتم فأنتم معشر

طابت فروع منكم وأصولُ

لكم الرجاحة والسماحة والحجى

والبذل والأنعام والتنويلُ

ما للمطيّ إلى سِوى أبوابكم

عَنَق لَوى أَعناقَها وذميلُ

فاسلم أبا الفضل الذي ما في الورى

إلا امرؤ بنواله مفضولُ

وتهنّ شهرَ الله فهو بكل ما

ترجوه عن كثب إليك رسولُ

لا زلت مطروق الفناء تجود لي

وأجيد فيك مدائحي فأقولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبله البغدادي

avatar

الأبله البغدادي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-alablah-AlBaghdadi@

300

قصيدة

1

الاقتباسات

35

متابعين

محمد بن بختيار بن عبد الله البغدادي. شاعر، من أهل بغداد. كان ينعت بالأبله، لقوة ذكائه. في شعره رقة وحسن صناعة. وكان هجاءاً خبيث اللسان. يتزيا بزي الجند. له (ديوان ...

المزيد عن الأبله البغدادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة