الديوان » سوريا » سليم عنحوري » البر والبحر والأفلاك والأمم

عدد الابيات : 34

طباعة

البرُّ والبحرُ والأفلاكُ والأُممُ

كلُّ البرايا لمن أصبو لها خَدَمُ

أين الجمال واين النور من فلكٍ

لولا يزيّن وجهَ الارض ذا الصنمُ

لم تشرق الشمس الا كي تتوّجها

في مفرَق الشَعر حيث الضوء والظلمُ

والأنجم الزُهر لم تحيي الدجى سهراً

خُرساً حيارى وقد ضلَّت بها الحُلُم

الاَّ ابتغاءَ أمان لن تفوز بها

لذاك تسكتُ حزناً وهي تحتدمُ

ترجو انضماماً الى ثغرٍ يفيض سنى

فجر على شفق بالدر يلتحم

تخاله العين كأساً ملؤُها لَهَبٌ

يبدو بهِ حَببٌ كالعِقد منتظمُ

والبدرُ لم يقوَ ان تبدو مطالعُهُ

من نحرها فعره الضعفُ والسقمُ

لو نال ما رام عاش الدهر مكتملاً

لكن على عكس هذا قد جرى القلمُ

والطلُّ ما ظَلَّ فوق العشب مرتقباً

الا ليشهد ذاك الوجه يبتسمُ

يلقى الصباحَ بجنح الليل متَّشحاً

لثامهُ الغيمُ حول البرق يلتئمُ

ما انعشت نسماتُ الروض مُصطَبحاً

لولا يردّدُ انفاسُ الحبيب فمُ

كلاَّ ولا ساغ عَذبَ الماء ذو ظماءٍ

لولا يشاكلهُ ريقٌ له شبِمُ

تالله لولا احمرارٌ في الخدود زها

تحت البياض كماءٍ موجهُ ضَرَمُ

يبدي تلهُّبَهُ حال الحياءِ على

زنابقٍ هيَ ثلجٌ زانهُ عَنَمُ

لم تُبدِ مملكةُ النسرِين شوكتَها

ولا غدا لوردُ بالهامات يحتكمُ

انظر الى السَوسَن الضحَّاك حين يرى

معاطفَ البان تمشي كيف يحتشمُ

يغضي الجفونَ حياءً وهي تلحظهُ

بأَحورٍ لو بدا للاسدِ تنهزمُ

او فوَّفت منهُ نبلاً راح يخترق ال

اشباحَ تُبعَثُ في اجداثها الرممُ

منهُ نبلاً للسهى وقعَت

في لجة اليمّ بين الموج تضطرم

أو فاضَ منهُ شعاعٌ راح يخترق ال

اشباحَ تُبعَثُ في اجداثها الرممُ

خَودٌ اذا ما بدت للطود جالَ بهِ

روحٌ وراقكَ منهُ المجدُ والعظمُ

ما كان اخملَ ذكري قبل ان علقت

روحي بها فانا ذا المفرَدُ العَلَمُ

لو لم أُجنُّ جنوناً في محبّتها

ما قالت الناس هذا العاقل الفَهِمُ

كلا ولا كنت فيكم شاعراً غَرداً

يبقى مقالي ويفنى الدهرُ والقِدمُ

اروي عن السِحر آثاراً مخلَّدةً

احيي بها الذِكرَ والآجالُ تخترم

فالحبُّ يبعثُ في الارواح نهضتَها

للمجد مادام فيها العزُّ والشَمَمُ

بهِ العلاءُ وعنهُ الفضلُ اجمعهُ

لهُ الحيوة ومنهُ الموت والعدمُ

ان نالَ منهُ فقيرٌ بعض عاطفةٍ

فهو المليك واعلام الورى حَشَمُ

لأنتِ مرآةُ حسنٍ ياسنى أَملي

منها بدا الظرف ولا لطافُ والشيمُ

فكلما يجذبُ الارواحَ عن شغفٍ

في وجهكِ الرئع الفتَّاك مرتسمُ

ليرض دهري او يسخط فلت به

ما دام لي الود ولا بدع والهمم

كما تشاءين كوني لا مرد لما

تقضين انك عندي لخصم والحكم

حببت لي الوجد حتى لو دنا أجلي

صافحته وفمي للوجد يبتسم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليم عنحوري

avatar

سليم عنحوري حساب موثق

سوريا

poet-Salim-Anahouri@

109

قصيدة

80

متابعين

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء. من أعضاء المجمع العلمي العربي. مولده ووفاته في دمشق. تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد ...

المزيد عن سليم عنحوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة