الديوان » العراق » محمد مهدي الجواهري » سلمت ثورة..وبورك عيد

عدد الابيات : 59

طباعة

سَلِمَتْ ثورةٌ وبُورك عيدُ

وتعالَتْ جُموعُكم والحشودُ

وزكت ساحةٌ من المجدِ تُعْلِي

جانِبَيْها معاصمٌ وزُنودُ

أيُّها المبدعونَ يُحيون " نيسا

ناً " جديداً تَرِفُّ فيه الوُرود

ويعود الربيعُ غضّاً بما

تضفي عليه وجوهُكم والجُهود

بوركت هذه السواعدُ ما

تبني وما تبتغي وما تستزيد

يأكُلُ الحَرُّ جِلْدَها ثم تُنشا

بالذي ضمت القلوبَ جلود

بُقَعُ الشمسِ للنِّضال شعارا

تٌ وخفقُ الأرْواح فيها بنود

شَمَخَتْ بالذي تُقِلُّ بُناةٌ

وزها بالذي يُقِلّ الصعيد

جدَّةُ الدهرِ سوف تَبْلَى وتبقى

نخوةٌ مُرّة وعزمٌ عنيد

كلُّ شيءٍ له حدودٌ وليست

للذي تُبدِعُ الشعوبُ حدود

وعلى ما يشيد ذهنٌ مَريد

تتهاوى حواجزٌ وسدود

وسلاماً للعالمين يشقو

ن دروباً يمشي عليها الخلود

عطرات رباعُها يتهادى

فوقها يَسْبِقُ الجدودَ الحفيد

كذِبَ الجودُ مرتجى وتِجاراً

عَرَقُ الكادحين فضلٌ وجود

سلِمَتْ ثورةٌ، غذا مرّ عيد

جَدَّ عيدٌ منها رضيٌّ سعيدُ

ينفع الناس، لا المباهجُ غُفْلٌ

مُبْهَماتٌ ولا العطاءُ وعود

للجماهير لا كما أوقفتْها

لكروشٍ تلك العهودُ السود

لا لبعثٍ ولا نشورٍ تُرَجّى

قُبِرَتْ وانطوتْ عليها اللّحود

أزِفَ الوعدُ وانجلى الصبح

واستشرف للعين فجرهُ الموعود

وأرى التضحياتِ يَقبِسُ جيلٌ

بعد جيلٍ من ضوئها ويَزيد

يومَ " نيسانَ " أنت للبعث عيدٌ

والتفافُ الصفوفِ حولَك عيدُ

جبهةٌ مثلُ جبهةِ اللّيثِ، بأس

واعتزازٌ يمشي بها وصُمود

غايةُ المجدِ أن يُلَمَّ شتاتٌ

كلُّهُ حين يُسْتَجاشُ جنود

حبةً حبةً تُضَمُّ اللئالي

ريثما يستقيمُ عِقْدٌ فَريد

وقِوامُ الشعوب جهد وصبرٌ

وعطاءٌ عَبْرَيهما مردود

وعلى قدر ما تُمَهَّد أرضٌ

ويُنَمَّى زرعٌ يكونُ الحصيد

يا حُماةَ الحِمى وعبءُ الأمانا

تِ ثقيلٌ وحملُهُنَّ يؤود

ولقد تَنْصُرُ الجدودُ جباناً

ولقد تَخْذُلُ الشّجاعَ الجدود

ولقد يخجل القُعُودَ قيام

ولقد يخجل القيامَ قعود

رهنُ أيدِيكُمُ مصايرُ شعْبٍ

في يديه للتضحياتِ رصيد

مُغْرَمٌ بالوفاء يُسدي إليكم

ضعفَ ما قد تُسْدُونه ويزيد

ولديه من مضمراتِ النّوايا

بَصَرٌ يكشِفُ الغيوبَ حديد

شُوِّشَتْ عنده المواهبُ حتى

ليُعَمّى ذكيُّها والبليد

فجِّروها يُفَجّرِ الشرقَ منها

ضَرَمٌ يُسْرِج الظلام، وقيدُ

وأضيفوا شوطاً لشوط كما

تعلي جيادٌ طرادها وتُجيد

وأمِدّوا بالمنجَزاتِ وزيدوا

واستميتوا من دونهنّ وذُودوا

يا حداةَ التاريخ طابت شداةٌ

وسمت غايةٌ وجلّ النشيدُ

سعِّروا جمرةَ الكفاحِ ومُدّوا

نارَها يَنْبَثِقْ لنورٍ عمود

لا يَهُنْ دربُكُم عليكُمْ ولا

يُسلِسْ نظاماً مشيٌ عليه وئيد

ظنّه أنّ ما تيسّرَ منه

حِصَصٌ ليس بعدهنّ مَزيد

وانخداعاً أن قد أفاء عليه

سَجْسَجٌ وارفُ الظلالِ مديد

طُرُقُ المجدِ مُوعراتٌ عليها

كلّ يوم في كل شبرٍ شهيد

نَغْتذي ما طها الطهاةُ وننسى

أنّهم ملحُ ما طهوا والوَقود

والحضارتُ ما تفجّر صدرٌ

وسقى معصم ودرَّ وريد

والكيانات بالجماجم ما

صفّق كأسٌ منها وما رنّ عود

سلِمُ الدهرُ في صُعود ومن يدري

إلى أين سوف يمضي الصعود

والليالي مذ كان ليلُ بزاةٍ

وشباكٌ وقانصٌ وطريد

وصراعٌ دامٍ ليوم مريرٍ

يستوي فيه سيّدٌ ومسود

ومهيباً يمشي الزمانُ فلا

تطرف عينٌ ولا يُلَفَّتُ جيد

فجديد ينشا ويُنسى ويَمْشي

فوقَه دون أَنْ يُحَسّ، جديدُ

يا ربايا غدٍ يُلَوِّحُ منها

مشرئباً غدٌ مكينٌ وطيد

لا خبا نوؤكم ولا غاب عنكم

من نجوم تلوح فيه سعود

ورعتكم من المواطن عينٌ

ليس تدري أجفانها ما الهجود

ساهرات ما إن يُغَيَّبُ عنها

حين يُحصى المذمومُ والمحمود

وكتاب للشعْب في دَفّتيه

كلّ خير بِضعْفِهِ مردود

وسلاماً للقائد الأصيد البكرِ

تلاقت على خطاه الصيدُ

واستجابت لدعوة منه أشتا

ت يضمُّ القريبَ منها البعيد

جبهة مثلُ جبهة الليث، بأس

واعتزاز يمشي بها وصمود

سَلِمَتْ ثورةْ وبورك عيد

وتَعالت جموعكم والحشودُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

1906

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة