الديوان » العصر المملوكي » ابن الصباغ الجذامي » لقد خفت أن تأتى علي منيتي

لقد خفت أن تأتى علي منيتي
ولم تمح طاعاتي صحائف زلتي
وبت كما شاء الأسى حلف حسرتي
فآمن إلهى في القيامة روعتي
وهب لي من رحماك ربي ما أهوى
رضاك مع الأحيان سؤلى ومقصدى
فهب لي يا مولاي ما اكتسبت يدي
وأمن إله الخلق خوفى في غدى
ولا تطردني عن جنابك سيدي
فأنت ملاذ العبد يا كاشف البلوى
تذكرت عهدا للتواصل قد خلا
ومربع إيناس تقادم أولا
فقلت وما أرجو سواك معولا
وقفت على باب الرجا متذللا
أؤمّل منك الجود والفضل والعفوا
بباب الندى والجود والفضل سائلُ
إليكم له يا راحمين وسائل
ترى العفو بدينه فيمنح نائل
وظنى بكم أن ليس يطرد آمل
أعوذ بكم من ذا على طردكم يقوى
أيحجب عبد ما سواكم مآله
ويقصى وروض الجود رفّت ظلاله
وروى غليل المعتفين زلاله
وكيف وأنت اللَه جل جلاله
ورحماك للجانى هي الغاية القصوى
قضيت على الجاني بما أنت شئته
فإن تقض بالرحمن ففضل منحته
وإلا فعدل كل ما فعلته
وعبدك عبد من تراب خلقته
فبالنار لا تحرق بحقّك لي عضوا
أرى همم الألباب تصرف للدنا
وترتاح للرحات فيها وللهنا
ومن غصن دوح الجاه تستعذب الجنا
وإنى رضاك الفوز عندي والمنى
وعفوك لي أحلى من المن والسلوى
مقيم على الأبواب يشكو بذنبه
ويضرع من خوف الذنوب لربه
لعل رضاكم عنه يقضى بقربه
توسل بالهادى الشفيع وصحبه
إليك فهم حقا أولو البر والتقوى
متى بمغانيهم ينعّم ناظرى
ويعذُبُ إيرادي بها ومصادرى
وتجمد إذ تبلى هناك مسرائري
فحبهم ديني ومسكن خاطري
وذكرهم نورى ومصباحي الأضوى
لقد جذبت عطفى لهم أريحيّةٌ
فنفسي لشحط الدار عنهم شجيةً
وحسبي لهم حب صفا وطويةٌ
وبعد على المختار منى تحية
أرددها شجوا واشدو بها شدوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الصباغ الجذامي

avatar

ابن الصباغ الجذامي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-al-Sabbagh-al-Jazami@

147

قصيدة

1

الاقتباسات

20

متابعين

محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...

المزيد عن ابن الصباغ الجذامي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة