الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » أمن بارق في الدجى أومضا

عدد الابيات : 51

طباعة

أمِنْ بارِقٍ في الدُجى أوْمَضا

حنَنْتَ إلى ذكْرِ عهْدٍ مَضى

كأنّ تألُّقَهُ مَوْهِناً

شِهابٌ إلى الرّجْمِ قد قُيّضا

كأنّ الدُجى سلّ زَنْجِيُّهُ

حُساماً علَى أفْقِهِ وانتَضى

كأنّ سَنا الزهْرِ أزهارَ روضٍ

منَ النّورِ بالنّورِ قد عُوِّضا

كأنّ طوالِعَ شهْبانِها

طلائِعُ شُهْبٍ مَلأْنَ الفَضا

كأن بها القَلْبَ قلْبٌ مَشوقٌ

تقلَّبَ في جمَراتِ الغضَى

كأنّ بها النّسر قُصّ الجناحُ

لهُ عندَما رامَ أن ينْهَضا

كأنّ أخاهُ أخو لوعَةٍ

فلا هُوَ أغفى ولا غمّضا

كأنّ السُهى خبرٌ هاجِسٌ

بصَدْرٍ أبى السّمْعُ أن يُرْفَضا

كأنّ الهِلالَ على أدْهمٍ

من الليلِ سرْجٌ وقدْ فُضِّضا

كأنّ ثرَيّاهُ راحةُ خَوْدٍ

تُعَوِّذُهُ خَمْسُها إذْ أضا

كأنّ الظّلامَ غَدا راحِلاً

أمامَ الضُحَى رَحْلُهُ قُوِّضا

كأنّ سَنى الصُّبْحِ وجْهُ ابنِ نَصْرٍ

إمامِ الهُدَى المَلِكِ المُرْتَضى

إمامٌ يكُفُّ صروفَ الخطوبِ

ويَقضي الزّمانُ بما قد قَضى

مَظاهِرُهُ في العُلَى تُجْتَلى

مقاصِدهُ في النّدى تُرتَضى

فأعْلى به الدّينُ دينَ الهُدى

وكمْ حجّةٍ للعِدى أدْحَضا

وإنّ مُحيّاهُ مَهْما بَدا

أعادَ ظلامَ الدُجى أبْيَضا

فيوسُفُ شيّدَ مَغْنى العُلَى

ويوسُفُ مبْنى العِدا قوّضا

أناصِرَ دين الهُدى أشْبَهَتْ

عَزائِمُ منكَ الظُّبا في المَضا

فقُمْتَ بما قعَدَ الدّهْرُ عنْهُ

وداوَيْتَ بالجود ما أمْرَضا

تجودُ إذا ضنّ صوْبُ الحَيا

وتُقبِلُ والدّهْرُ قد أعْرَضا

وتُقبِلُ عنّا دَياجي الخُطوبِ

بنورِ هُدىً منكَ قد أعْرَضا

وضلّتْ عُداتُكَ لمّا غَدا

بكفِّكَ سيْفُ الهُدَى مُنتضَى

فترْجوكَ للسِّلْمِ أمْلاكُها

وتخْشاكَ في الرّوعِ أسْدُ الغَضى

لكَ الصدْقُ فادْعُ وليَّ الهُدى

إلى ما ابْتَغى وإلى ما ارْتَضى

وأعرِضْ عنِ الكفْرِ أو قُلْ لهُ

أصَرَّحَ سعيُكَ أمْ عرّضا

صِفاحِيَ للصّفْحِ إرْجاؤُها

وعَزميَ للبأسِ قد قُيَّضا

وما لحُلومِيَ أن تُسْتَخَفَّ

وما لِقَبوليَ أنْ يُعْرِضا

هوَ الحقُّ موْلايَ فاصْدَعْ بهِ

مَراماً تسنّى وحُكْماً مضى

وناصِرُها وابنُ أنصارِها

مقامُكَ مُستَنْفِراً مُنْهِضا

فما فوّقَ السّهْمَ إلا رَمى

ولا قلّدَ السّيفَ إلا نَضى

لك انعطفَتْ جامِحاتُ الأماني

كما تعْطِفُ السّابِقَ الرّيضا

وادْراعُ حَرْبكَ عن نقْعِها

يَروقُ اجْتِلاءُ الوجوهِ الوِضا

وريحُ الصَّبا نُشُراً بيْنَها

تُثيرُ جَداوِلَها الفُيَّضا

ستُفْضي إلى الهُلْكِ أعْداءُ مَنْ

إلى ربّه أمْرَهُ فوّضا

نَبا سيفُهُمْ وكَبا طِرفهُمْ

ومَن للمُقَيَّدِ أنْ يَنْهَضا

فها أفْقُ أنجُمِهِمْ لانْقِضاضٍ

وغايةُ آمادِهِمْ لانْقِضا

وما قدُّ ذابِلِهمْ لانْتِهاءٍ

ولا حدُّ مُرهَفِهِمْ لانتِضا

لأعْجَزْتَ من هُوَ آتٍ كما

بعَدْلِكَ أنسَيْتَ ما قدْ مضى

وهُنِّئْتَ عِيداً أتى بالمُنى

دُيونُ المَعالي بهِ تُقْتَضى

وودّعَ شهْرُ الصّيامِ الذي

إليكَ المودّةَ قد أمْحَضا

وودّ المُقامَ بمَثْوى العُلى

كما شاءَ إخْلاصُهُ واقْتَضى

ولكنّهُ عائدٌ عيدُهُ

بمُقْتَبِلِ النّصْرِ لمّا انْقَضى

بقيتَ لأمثالِه سالِماً

وجَفْنُ الرّدى عنْكَ قد أغْمضا

أمَوْلايَ لي أدبٌ روضَةٌ

نَداكَ مَتى جادَهُ روّضا

مَعاذَ قِداحِي بهِ أن تخيبَ

وحاشَى عهودُكَ أن تُنْقَضا

وما العهْدُ إلا الذي لا انْتِقاضَ

لِما أحْكَمَتْ منهُ أيْدي القَضا

وليسَ جُناحٌ على الدّهْرِ إذْ

أبى لِجناحِيَ أن يُخْفَضا

فإني مَمْلوكُكَ المُرْتَجي

نَداكَ المؤمِّلُ منكَ الرّضا

أأخضَعُ يوماً ومنّي لَدى

سواكَ الوسائِلُ لن تُعْرضا

فدُمْ للزّمانِ الذي لا يُرى

لأيّامِ مُلْكِكَ فيهِ انقِضا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

81

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة