الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » أما تبصر الظلماء قد فغرت فما

عدد الابيات : 16

طباعة

أمَا تُبْصِرُ الظَّلْماءَ قد فغَرتْ فَما

وصارَتْ نجومُ الأفْقِ تخبطُ في عَمى

تميلُ إلى نهْرِ النّهارِ وتَنْثَني

كأنّ طُيوراً تقصِدُ الوِرْدَ حُوَّما

إذا أشرَقَتْ في جِنْحِهِ خلتَ وارِداً

من الزّنْجِ يُبْدي ثغْرَهُ مُتَبَسّما

وقدْ سدَلَ الليلُ البَهيمُ سُتورَهُ

علَيْنا فكُنّا فيهِ سِرّاً مكَتّما

كأنّ الدُجى يُلْقَى لديهِ منَ الضُحى

حديثٌ إذا أوضَحْتَهُ عادَ مُبْهَما

عجبْتُ لهُ يُخْفي حِمى الأنْسِ عامِداً

ونيّرَةُ الصّهْباءِ تُعْليهِ مَعْلَما

وهَذي كُؤوسُ الرّاحِ يبدو شُعاعُها

ولوْلاهُ لمْ نُهْدِ السّبيلَ إلى الحِمى

حَبابٌ يُريكَ الزَّهْرَ فوقَ غُصونِه

أو الدُرَّ في مَثْنى العُقودِ منَظَّما

أنَرْعى على البُعْدِ النجومَ وبيْننا

كؤوسٌ تُحيّينا على القُرْبِ أنجُما

أنسْتَقْبِلُ البَدْرَ المُنيرَ وفارِسٌ

إذا ما تبدّى خِلْتَ بَدراً مُتَمَّما

جميلٌ قدِ انقادَ الجمالُ لأمْرِهِ

وحَكّمهُ في نفْسِهِ فتحكّما

حَكى السِّحْرَ لحْظاً والغزالَ تمنُّعاً

كما أشْبَهَ الغُصْنَ النّضيرَ تنعُّما

يُديرُ منَ الأكْواسِ خمْراً وثغْرُهُ

يُديرُ كؤوسَ الحُبِّ مهْما تبسَّما

إذا ما تثنَّى أو تغنّى بعُودِه

أعادَ الخَليَّ القَلْبِ صبّاً مُتيَّما

فيا غُصُناً في روْضِهِ متَمايِلاً

ويا طائِراً في دوْحِهِ مترنِّما

تلاعَبَ زهْواً بالعُقول وكيفَ لا

وما السّحْرُ إلا ما بهِ قد تكلّما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

80

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة