الديوان » العراق » حيدر الحلي » لقيت من الوجد واللائمينا

عدد الابيات : 28

طباعة

لقيتُ من الوجد واللائمينا

ضنًى شفَّ جسمي وأقذى العيونا

فلم أدرِ ماذا بقلبي أمضَّ

وجدي أم عذلُ العاذلينا

ألائمتي بعض هذا الملام

فالأمر ليس كما تزعمينا

ذريني أُدمِّي غروب الجفون

وأستشعر الحزن حيناً فحينا

لقد جذم الدهرُ يسرى يديَّ

فبانت وألحق فيها اليمينا

أصبراً وإنسانُ عيني يُسلُّ

بظفر الردى ساءَ ما تأمرينا

كفى حزناً إنَّ جسمي أقام

وقلبي استقلَّ مع الظاعنينا

أعينيَّ شأنكما والدموع

فما يترك الدهرُ دمعاً مصونا

له الذمُّ بالأمس قد بزَّني

وشيمته الغدرُ علقاً ثمينا

فغادر حجري منه خميصاً

وبطن الثرى منه أمسى بطينا

وغصنٌ نما في تراب العُلى

وأينع في روضة المجد حينا

ذوى بعدما أن زها برهةً

وراق النواظر حسناً ولينا

وكنتُ متى عنَّ لي ذكرُه

أطلتُ عليه البكا والحنينا

مضى ما نسيناه لكنْ ثنى

بآخر يذكرنا ما نسينا

أهلتُ عليه ترابَ القبور

وعدتُ أُكابدُ داءَ دفينا

على أنَّني لم أزلْ منذ سبعٍ

أعدُّ الشهور له والسنينا

توسَّمتُ منه سمات الكمال

وقلتُ يكون لبيباً فطينا

فلما مخائله بشَّرتْ

بتحقيق ما أرتجي أن يكونا

وقامت على ما تفرست فيه

شواهد حققن فيه الظنونا

رمته المنونُ بسهم الحمام

من حيث لا أتوقى المنونا

فأصبحتُ أسمح للترب فيه

وكنتُ على اللحظ فيه ضنينا

بمن أتعلَّل في النائبات

إذا غادرتني كئيباً حزينا

ومن مؤنسي حيثُ ليل الخطوب

يمرُّ عليَّ الهزيع الدجينا

فقل لليالي بلغتِ المنى

وأدركتِ منِّي ما تأملينا

لقد كنتُ بالأمسِ ذا مقلتين

أرى بهما ما يقرُّ العيونا

فقأت بسهمك يسراهما

وسرعان ما قد فقأت اليمينا

قعدتُ بعمياء مستصبحاً

تريني أيامي البيض جونا

ولا تحسبيني لمَّا شكوتُ

صنيعك لي عاجزاً مستكينا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة