الديوان » العراق » حيدر الحلي » عثر الدهر ويرجو أن يقالا

عدد الابيات : 63

طباعة

عَثرَ الدهرُ ويرجو أن يُقالا

تَرِبت كفُّك من راجٍ محالا

أيّ عذرٍ لكَ في عاصفةٍ

نسفت مَن لكَ قد كانوا الجبالا

فتراجع وتنصّل ندماً

أو تخادع واطلبِ المكرَ احتيالا

أنزوعاً بعد ما جئتَ بها

تنزعُ الأكبادَ بالوجدِ اشتعالا

قتلت عُذرك إذ أنزلتَها

بالذرى من هاشم تدعو نِزالا

فرّغ الكفَّ فلا أدرى لِمن

في جفير الغدر تستبقي النبالا

نِلتَ ما نِلتَ فدع كلَّ الورى

عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا

إنَّما أطلقتَ غرباً من رَدًى

فيه ألحقتَ بيُمناك الشمالا

قد تراجعت وعندي شَرَعٌ

شِيماً تلبسُها حالاً فحالا

وتجمّلت ولكن هذه

سَلبت وجهكَ لو تدري الجمالا

لا أقالتني المقاديرُ إذا

كنتُ ممَّن لكَ يا دهرُ أقالا

أزلالَ العفوِ تبغي وعلى

أهل حوضِ اللهِ حرّمتَ الزَلالا

المطاعين إذا شبَّت وغًى

والمطاعيمُ إذا هبَّت شِمالا

والمحامينَ على أحسابهم

جُهدَ ما تحمي المغاويرُ الحِجالا

أُسرةُ الهيجاءِ أتراب الضُبا

خُلفاءُ السمر سَحباً واعتقالا

فهم الأطوادُ حلماً وحجًى

والضُبا والأُسد غرباً وصيالا

ولهم كلّ طموح لا يَرى

خدَّ جبَّارِ الوغى إلاَّ نِعالا

إن دُعوا خفُّوا إلى داعي الوغى

وإذا النادي احتبى كانوا ثِقالا

أهزلَ الأعمارَ منهم قولُهم

كلَّما جدَّ الوغى زيدي هُزالا

كلّ وطّاءٍ على شوكِ القنا

إثرَ مشاءٍ على الجمر اختيالا

وقفوا والموتَ في قارعةٍ

لو بها أُرسيَ ثهلانُ لمالا

فأبو إلاَّ اتصالاً بالضُبا

وعن الضيم من الروح انفصالا

أرخصوها للعوالي مُهجاً

قد شراها منهم اللهُ فغالى

نَسيت نفسيَ جسمي أو فلا

ذكرت إلاَّ عن الدنيا ارتحالا

حين تنسى أوجهاً من هاشم

ضمَّها التربُ هلالاً فهلالا

أفتديهم وبمن ذا أفتدي

أمن لهلاَّك الورى كانوا الثُمالا

عجباً مَن رِجلها ما قطعت

في طريق المجد من نعل قِبالا

وترت مَن كم على جمر الوغى

ألقت الأخمُص رجلاها صِيالا

عِترَةُ الوحي غدت في قتلها

حُرماتُ الله في الطفّ حلالا

قُتلت صبراً على مشرعةٍ

وجدت فيها الردى أصفى سِجالا

يوم آلت آلُ حربٍ لا شفت

حقدَها إن تركت لله آلا

يا حشا الدين ويا قلبَ الهدى

كابدا ما عشتما داءً عُضالا

تلك أبناءُ عليٍّ غُودرت

بدماها القومُ تستشفي ضَلالا

نسيت أبناءُ فهرٍ وِترَها

أم على ماذا أحالته اتكالا

فَمن الحاملُ عنِّي آيةً

لهم لو هزَّت الطودَ لزالا

أيُّها الراغبُ في تغليسةٍ

بأمونٍ قطُّ لم تشكُ الكلالا

إقتعدها وأقم من صدرها

حيثُ وفد البيت يُلقون الرحالا

واحتقبها من لساني نفثةً

ضرماً حوَّلها الغيظُ مقالا

وإذا أنديةُ الحيِّ بدت

تُشعرُ الهيبةَ حشداً واحتفالا

قف على البطحاء واهتُف ببني

شيبة الحمد وقل قوموا عِجالا

كم رضاع الضيم لا شبَّ لكم

ناشئٌ أو تجعلوا الموتَ فِصالا

كم وقوفُ الخيل لا كم نسِيت

علكَها اللجمِ ومجراها رعالا

كم قرار البيض في الغمد أما

آن أن تهتزَّ للضربِ انسلالا

كم تمنّون العوالي بالطُلى

أقتلُ الأدواءِ ما زاد مِطالا

فهلمُّوا بالمَذاكي شُربا

والضُبا بيضاً وبالسمر طوالا

حلَّ مالا تبرُك الإِبلُ على

مثله يوماً وَلو زِيدت عِقالا

طحنت أبناءُ حربٍ هامكم

برحى حربٍ لها كانوا الثفالا

وطأوا آنافكم في كربلا

وطأةً دكَّت على السهل الجبالا

قوِّموها أسلاً خَطيَّة

كقدود الغيد ليناً واعتدالا

واخطبوا طعناً بها عن ألسُنٍ

طالما أنشأت الموتَ ارتجالا

وانتضوها قُضباً هنديَّةً

بسوى الهاماتِ لا ترضى الصقالا

ومكانَ الحدِّ منها ركِّبوا

عزمَكم إن خِفتموا منها الكلالا

واعقدوه عارضاً من عِثيَرٍ

بالدم المهراق منحلّ العَزالى

وابعثوها مثلَ ذؤبان الغضا

لا ترى إلاَّ على الهام مجالا

وإلى الطفّ بها حرَّى فلا

بردَ أو تنسفَ هاتيك التِلالا

بطرادٍ تلدم الطفّ به

للأُلى منكم قضوا فيه قتالا

وطعانٍ يمطر السمرَ دماً

فوقها حيثُ دمُ الأشراف سالا

كم لكم من صِبيةٍ ما أُبدلت

ثَمَّ من حاضنةٍ إلاَّ رمالا

سل بحِجر الحرب ماذا رضعت

فثديُّ الحربِ قد كنَّ نصالا

رضعت من دمِها الموت فيا

لرضاعٍ عادَ بالرغم فِصالا

ونواع برزت من خدرها

تُلزمُ الأيديَ أكباداً وِجالا

كم على النعي لها من حنَّةٍ

كحنين النيبِ فارقن الفصالا

كبنات الدوح تبكي شجوَها

وغوادي الدمع تنهلّ انهلالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة