الديوان » العراق » حيدر الحلي » تروم مقام العز والذل نازل

عدد الابيات : 48

طباعة

ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل

ولم يك في الغبراء منك زلازلُ

وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا

وعزمك عن قرع المقادير ناكل

إذا كنتَ ممَّن يأنف الضيمَ فاعتصم

بعزمٍ له قلبُ الحوادث ذاهل

وليس يزيل الضيمَ إلاَّ أُباتُه

ويرحضُ عار الذل إلاَّ المُناضل

رُمِ العزّ في الخضراء بين نجومها

وكن ثاقباً فيها وهنَّ أوافِل

وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت

أنيسَ المواضي فهي منك أواهل

أما لكَ في شُمّ العرانين إسوةٌ

فتسلك ما سنَّته منها الأفاضل

بيوت عُلاهم في الحوادث إن دهت

قناً وضُباً مشحوذةٌ وقنابِل

هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ

أُميَّةَ لما آزرتها القبائل

وأجروا بأرض الغاضريَّة أبحراً

من الدّم لم تبصر لهنَّ سواحلُ

بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه

أواخره مرهوبةٌ والأوائل

مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ

وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل

إذا صارخُ الهيجا دَهاهم تلملمت

لهم فوق آفاق السماءِ جحافل

وإن غَيَّمت بالنقع شمت بوارقاً

لهم غربُها بالموت والدّم هاطل

وللضاريات الساغبات برزقها

قناهم بمستن النزال كوافِلُ

وفي أكبد الأبطال تُغرس سمرهم

ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل

لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها

فعزّهم بَين السماكين نازل

ولم يُرَ يومَ الطفّ أصبرَ منهم

غداة بها للموت طافت جحافل

وما برحت تَلقى القنا بصدورها

إلى أن تروَّت من دماها العواسل

بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ

هوت أُفلاً بالطعن وهي كوامل

وَمن بَعدهم يعسوب هاشم قد غدا

فريداً عن الدين الحنيف يقاتلُ

على سابحٍ لم تعتلق بغُباره

إذا ما جرى يومَ الرهان الأجادل

عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها

على حمله الغبرا له المُهر حامل

همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى

تعود أعاليهنَّ وهي أسافلُ

نَضى لقراع الشوس عضباً مُهنَّداً

تميلُ المنايا أينما هو مائل

وغادرهم في غربه جُثَّماً على

الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل

وَما زال يُرديهم إلى أن قضى على

ظماً والمواضي من دماهُ نواهِل

قضى بعد ما أعطى المهنَّدَ حقَّه

ولا جسم إلاَّ وهو للروح ثاكل

وخلَّف عدناناً كأفراخ طائرٍ

تحوم عليها كلَّ حين أجادل

وبالطفِّ من عليا نزارٍ عقاثلاً

أُسارى ومن أجفانها الدمع هاملُ

بلا كافلٍ تطوي المهامهَ في السُرى

وأنَّى لها بعد ابن أحمد كافل

أُميَّة هبِّي من كرى الشرك وانظري

فهل أُسرت للأنبياء عَفائل

فما لِلنساءِ المُحصنات وللسُرى

تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هوازِل

وما لبُنيَّات الرسول ولِلظَما

بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل

فتحسب رَقراقَ السحاب بِموره

نطافاً ومنها الماء في الأرض سائِل

فتجهش من حرّ الضماء بركبكم

ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل

ألا يا لحاكِ الله فارتقبي وغًى

يثور بها من غالب الغلبِ باسِل

هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى

من الثار فليهمل لك الثارَ هاملُ

طَلوبٌ فلو في مهجة الموت وِترُه

لشقَّ إليه الصدرَ والموت ناكل

ينالُ بحدّ السيف ما هو طالبٌ

وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل

شَروب بماضي الشفرتين دمَ العِدى

وأجسامَهم بالسمهريَّة آكل

أملتهم الكونينِ في فم عزمه

حنانيكَ ما في ذمّنا الدهرَ طائلُ

متى يا رعاك الله طال انتظارُنا

تقيم عمادَ الدين إذ هو مائل

وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ

تغولكم شرقاً وغرباً غوائل

وتصبحُ فيكم روضةُ الدين غضَّةً

وتزهر منكم للأنام الخمائل

بني الوحي أهدى حيدرٌ مدحةً لكم

يدين لها قس بما هو قائل

فعُذراً فإنِّي باقل إن أقل بكم

مديحاً له قس الفصاحة باقل

وصلَّى عليكم خالقُ الخلقِ ما جرت

على رزئِكم سحبُ الدموع الهواطل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة