الديوان » سوريا » سليمان الصولة » يحق لباغي الحب أن يطلب العذرا

عدد الابيات : 43

طباعة

يحق لباغي الحب أن يطلب العذرا

ويرضى بما ترضى به الغادة العذرا

فلا تعذلوها إن تجنت بل اسألوا

متى نفسها ترضى وترفق بالأسرى

وإن طال سكري فاعذروني فإنني

شربت على ريحان عارضها الخمرا

بروحي ليلى ثغرُ ليلى وخصرُها

رقيقان لكن قلبها يشبه الصخرا

تجور وأخشى إن شكوت تذيبها

حرارة أنفاسي فادّرع الصبرا

هويت لعينيها الغزال وفَرقها ال

هلال وخديها الغزالة والبدرا

وأذخرت في قلبي سطور عهودها

ولكنها ما أذخرت للوفا سطرا

صغت لعذولي أبعد اللَه داره

وأبعد عن آرائها الصد والهجرا

فقامت لحربي واستخارت شمائلاً

ضمنت على رغمي لها الفوز والنصرا

وسلت من الألحاظ نحوي صوارماً

علمت يقيناً أنها الفتنة الكبرى

وكنت أخال الخال بلبل روضةٍ

تقرب من فيها ليلتقط الدرا

فلما رأيت الفرع خيم حولها

وأقبل ورد الخد بالراية الحمرا

علمت بأن الخال قائد عسكرٍ

تقرب من فيها ليلتمس الأمرا

وقلت لها يا ربة الخال خالفي

عواذلنا الجهال واغتنمي الأجرا

وواسي وروض الحسن يفتر زهره

فسوف توافي ساعةً تقطف الزهرا

نود الصفا فيها فيغبرّ كالصفا

ويطلب إبان الشباب له مهرا

هنالك لا بيض الأنوق بممكنٍ

ولا لبن العصفور يا خلف الزهرا

وإن يك لا يرضيك لؤلؤ مدمعي

بساعة وصل تربحين بها الشكرا

فنرحل عن أرض الشآم ونغتني

بنعمة توفيق التي ملأت مصرا

وأدلج حاديها وجد بنا السرى

إلى ملكٍ أسمى وأسمح من كسرى

غدوت قرير العين تحت لوائه

أتيه على الشعرى وابتكر الشعرا

وامتدح الملك الذي بيمينه

تهنئنا الدنيا ونملأها بشرا

فما هي إلّا راحة الكرم الذي

يصب على قصاده الورق والتبرا

وما هو إلّا أعظم الناس قدوةً

وأوفرهم عرضاً وأتلفهم وفرا

وأشرفهم جدّاً وأكرهم أباً

وأطهرهم ذيلاً وأطيبهم نشرا

تُشرِّح هامات اللئام سيوفُه

وتَشرَح بالإحسان راحته الصدرا

فلو غدت الأفلاك تحت يمينه

وحاولها عافٍ لجاد بها طرّا

تعوّد أن لا يحرم العبد ناله

إذا كان محتاجاً ولا يحوج الحرّا

وأن لا يعدّ الخير خيراً إذا سطا

وغادر في الدنيا فتىً يعرف الشرا

به رحم اللَه البلاد وأسعد ال

عباد وأسداها السلامة والفخرا

وأبعد عنا الظالمين وصدهم

صدود قطاةٍ شاهدت خلفها نسرا

رأوا قمر التوفيق فوق جبينه

يلوح ومن ماضيه يلتمس النصرا

ومن حوله بيض الوجوه كأنهم

ملائك بدرٍ يوم حاربت الكفرا

فما لبثوا أن خلفوا التل خلفهم

وخلوا عرابي وحده يدخل الخدرا

وقاه شعار الذل من لهب اللظى

وكان به من كل داهةٍ أحرى

ولو تبع المشؤوم أمر مليكه

لسر وما أضحى يُجَرَّ مع الأسرى

فدىً لنعال الخيل فوج عقاربٍ

يُجَرُّ لسيلان التي انتدت البحرا

وفوج أفاعٍ مثله سكن الكُدى

وآخر أشقى منهما سكن القبرا

لتقلع أرباب الفساد عن الخنا

وتبعد عما يغضب الملك المثرى

إليك أبا الأبرار وابن عميدها

جلوت من الأشعار مخجلة الشعرى

لعلك تهديها التفاتة خيرٍ

تخول مهديها المسرة والفخرا

فيفخر أن أضحى ببابك خادماً

ويعذر أن أفنى بخدمتك العمرا

ومثلك من يثنى عليه بحقه

بقيت بقاء الدهر يا خلف الزهرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة