الديوان » العصر المملوكي » الستالي » أصاب القذى عين الرقيب الموكل

عدد الابيات : 44

طباعة

أَصاب القَذى عينَ الرّقيب الموكّلِ

وفُضَّ فمُ الواشي بنا المتقوّلِ

ودُقَّ جناحا طائر البين وانتشى

بنَحر مطايا الظَّاعن المترحّلِ

وزُمَّت إلى ضعف القوى عزمهُ النَّوى

ورضَّض أَفواه الحُداة بجَندلِ

لعل الهوى يصفو لنا منه نعمة

فيشفى غليلَ الهائم المتعللِ

وقد يُشتَفَى باكِ على كل ظاعنٍ

ومُرتهنٌ بالشوق في كل منزلِ

إذا ذكر الجافي شَجاه بعبرة

وإن أبصر العافي وجاه بأَفكلِ

أَجِدَّكَ راعتك الحمول وهيَّجت

هواك برحل الحيرة المتحمّلِ

فعُدتَ لمجروح من البين مُقصَدٍ

وجدتً بمسفوح من الدَمع أشكل

وبتَّ بحبٍّ من قديم وحادثٍ

لديّ وشوقٍ من أخير وأوَّلِ

بمحبوبة عندي شهيٍّ حديثُها

رمتني فصادتني بألحاظ مُغْزلِ

أسيلة مجرى العُلطتين مهفهف

مجال وشاحيْها رداحُ المخلخلِ

تهزّ كَغصن البان قداً مقوّماً

على مثل دعص الّرملة المتهيّلِ

وتسفر عن مثل الغزالة شيئة

على متنها لون الأثيث المرجَّلِ

وتبسّم عن كالأقحوان مؤشّرٍ

به اشنبٌ عذب الّلمى والمقبّلِ

تريك إذا افترت بحسن عوارضٍ

وميضَ السّنا في العارض المتهلهِل

كأنّ ثناياها أعيرت سُلافةً

تصفّق من درّ الغَمام بسَلسلِ

كأنّ عليها العنبّر الوردَ شابه

مع المسك مبثوثاً سحيقُ القرنفلِ

لأَهدت إلى قلبي سهاماً من الهوى

بأجفان عينيْ فاتر الطّرف أَكحلِ

أعادت لي الأطراب والشوق بعدما

سلوتُ وكادت غمرة الحبّ تنجّلي

على أنّني قلّدتها منّةَ الهوى

وقلتُ متى تذهلْ عن الحبّ أذهلِ

أُسِرُّ لها وجدَ المعّنى بحبّها

وأبدي صدود المعرضِ المُتَجمّلِ

وعندي هوىً لو عاينتْ بعض سرّه

لأزرت بما أُبدي لها من تجَمُّلِ

وقد يُحرم المعتَزُّ لذّةَ حبِّهِ

يصفي الهوى للعاشقِ المتذلِّلِ

وقدعَهدت منّي على كل حالة

سجيّةَ غير الغادرِ المُتبدلِ

وفاءً بما حملت من عهد ناكثٍ

وحفظاً لما استُودعتُ من سرّ مهملِ

عدتني سجايا الخير واعتدتُ مثلها

عوائد غير السّائم المتجملِ

وصفيتّ أخلاقي بصحبةِ سادةٍ

من الأزد طالوا بالنّهى والتطوّلِ

بني عمرَ الشّمّ المصاليت إنهم

لأهل العلى والفضل في كل محفلِ

قضى الله أسبابَ العلى بمحمّد

ونبهان والمحمُود أحمد من علِ

وألبسهم فضلاً موشّى مطرّزاً

على صهوتيْ مجد أغرّ محَجّلِ

ولم يُرَ فيهم حيث كانوا على الرّضى

أو السّخط إلاّ عادة المتطوّلِ

يشيم المرجّى منهمُ شيَم النّدى

فيكفيه شيْمَ البارقِ المتَخيّلِ

ويغني بمرفضّ النّدى من أناملٍ

لديهاغَنى الرّاجي ونُجحَ المُؤمّلِ

وقد يلجأ الجاني إلى عرَصاتهم

فيأوي إلى أركان أمنعِ مَعقلِ

إلى جبل الأزد المحامين دونه

بجُرد المذاكي والوشيج الموكّلِ

وكل عتيكيّ العزيمة فاتك

شديد ثبات الجأش ليس بزمَّلِ

ومن ألف الهيجاءَواعتاد كرّةً

على صهوات الخيل ليس بأَميلِ

يجر فضولَ السّمهريّ من القنا

ويخطر في سرد الدَّلاص المذيّلِ

كماة حماة للذّمار تخالهم

ضراغمَ من خَفّان تحنو لأشبلِ

بني عمر المَلك ابن نبهان انكم

سبقتم بمجد يعربيّ مؤثّلِ

إذا كان لا يُسطاع إحصاءُ فضلكم

ففي أي شيء طولُ مدح المطوّلِ

فلا جود إلا حزتموا بصَنيعِكم

ولا مجد إلاّ حزتموا بالتّوقّلِ

ففي ناطق فرض الثناء عليكم

ورتبة قول الشاعر المتمثّلِ

بقيتُمْ بني نبهان واعتادَ دارَكم

من العزّ ما يكفيكم كلَّ معضّلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

19

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة