الديوان » العصر المملوكي » الستالي » ألا كل ليل لم تنمه طويل

عدد الابيات : 42

طباعة

أَلا كلُّ ليلٍ لم تنمهُ طويلُ

وكلُّ جليسٍ لا تَودّ ثقيلُ

وكلُّ وصالٍ لم يكن بين أهلِهِ

مواثيق من حبل الهوى سَيَزُولُ

وأحلى الهوى ماشَكَّ في الوصل رَبّه

إذا ماسَعى واشِ ولجَّ عذولُ

وما عدمُ الخلاّن فانقَبض امرؤ

ولكنّما أهلُ الوفاءِ قليلُ

إذا طَرقتنا والعيُون غُفولُ

وقد حانَ للشعرى العَبورُ أفولُ

عُليّة زارتنا وقد حالُ دُونَها

عوائقُ من حلم الشبابُ شُكولُ

بسطنا لها لهوَ الحديث ولم يكن

إلى غيره بين الخلاط وُصولُ

أما أنّه لو زرتِنا حين صبوةٍ

لأَدنتك منّا رقّةٌ وقَبُولُ

وأَنتِ خلوبُ العَين فتّانةُ الصِّبا

كأنّك كحلاءُ الجُفون خَذُولُ

قوامكِ مهتزٌ وجيدك واضحٌ

وحيث مجال الطّوق منك أسيلُ

وثغركِ برّاقٌ كانَ رُضابِه

مع الرّشف صَهباءُ اللثات شَمُولُ

وخدّ بجريال الحياءِ مُوَرَّدٌ

وطَرف بسحر البابلي كَحيلُ

ولكنّه ولّى الشباب واقبلت

مواعظ شيبٍ لو أفاقَ جهولُ

فياصاح مالي والبطالة بعدما

بدا في سواد العارضين نُصولُ

ومالي وادمان الإقامةِ إنّني

إذاً لَضَعيف الإعتزامِ كليلُ

إذا مانبت نَزْوَى ففي الأرْض مذْهبٌ

وفي العيس إرقْالٌ وفيَّ رحيلُ

ساترك منّي غربَ كلَّ تنوفةٍ

بها من رسيم اليعملات فُلولُ

واشحذُ من طبع القوافي صارماً

لها بين أعراض الِّلئام صليلُ

ويكشفُ عنّي كَربَ كلَّ مهمّة

مَبيتٌ بأجور الفلا ومَقيلُ

على كلّ مفتول الذّراع كأنّه

إذا ماتمطّى في الجديل جديلُ

أجسّمه سيْرَ الهَواجر والسُّرى

له خَذَيانٌ تارة وذَميلُ

فما كل مسلوكٍ من الأَرض ضيقٌ

ولا كلّ ذي مالٍ عليَّ بخيلُ

لعلّي ملمّ بالعتيك فواجدٌ

جَواداً عليه للعُفاة نزولُ

فجودُ بني نبهان عندي وفَضلُهم

على فضل أبناء العتيك دَليلُ

بني عمرَ الصيّد الّذين كأنّهُم

أَسود لها من بطن بيشةَ غيلُ

محمد الذاكي ونبهان ذي النّدى

وأحمد ذي الإحسان حين ينبلُ

ثلاثة سادات أَجلاء كلّهم

قؤول فعول للجَميل بَذولُ

أغرّ كَريم النّبعتين سَميدَع

أَشمُّ رحيبُ السّاعدين طويلُ

إذا سئل اهتزَّ ارتياحاً إلىالنّدى

كمَا اهتز مشحوذُ الغِرار صَقيلُ

فلا مُرتجيهمْ للهباتِ مخيَّبٌ

ولا جارهم في النائبات ذليلُ

إذا آل نبهانٍ سمَوا بأَبيهمِ

ففي كل قوم دقةٌ وخمولُ

بني عمرٍ صادفتُمُ بيت مَجدكم

له حسب في الأكرمين أَثيلُ

فجدتم وذدتم عن علاكم بما لكم

إذا ماأصابت شدة وقحولُ

وذو الجود محمودٌ فمهما يجُدْ بِهِ

على قلة الموجود فهوجزيلُ

وغيركم حاز الغنى فاكتفى بهِ

وليس له في المكرمات سبيلُ

ومنلم يجد إلاّ الغنى شَرفاً لهُ

حماه بنجل فهومنه جليلُ

جليل إذا عُدَّ اليسارُ مفخمٌ

ولكنه يوم الفخار ضئيلُ

وأنتُم بنو نبهان أَمّا نِجاركم

فزاكٍ وأمّا سعيكم فجميلُ

أَضاءَت لكم في كل شرق ومغربٍ

مصابيح فضل مالهنَّ أَفولُ

وجدت لشعري مذهباً في مديحكم

وأمكنَني بالصّدقِ كيف أقولُ

فعاش بنو نبهان أَرباب نعمةٍ

وغالت عداهم بالحوادث غولُ

ولا زالَ يوماً في يَمين محمّدٍ

ونبهان ذي الحسنى وأحمد طولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

19

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة