الديوان » العصر المملوكي » الستالي » يا للطلول ويالها من أربع

عدد الابيات : 49

طباعة

يا للطّلول ويالها من أرُبعِ

مَثلت لنا بيْنَ اللّوى فالأجْرَعِ

عجباً نُجَدّد في عِراصِ رسومها

عَهدَ الهوى ونُجُودَها بالأدمُعِ

ونقول ما فعل الجميع وأين لي

ردُّ الجواب من الخَلاء البَلْقَعِ

عَهدي بها والدَّارُ جامعَةٌ لَنا

زَمناً وشعب الحَيّ لم يتَصَدّعِ

والأصْفياء من الأحبّة جيرةٌ

يَغْنَون في المصْطَافِ والمُتَربَّعِ

ولنا مسارحُ في مَلاعبِ للصّبى

بيْنَ الجآذر والظَّباء الرتَّعِ

من كل آنسة منعَّمة الشّوى

تختال بين محبَّرٍ ومُوشعِ

برزَتْ تثنّي في الدّلال كأنّما

كُسيت مجاسِدُها غصونَ الخروعِ

وبدت ترقرق في فرند شَبابِها

كالشَّمس لائحةً أوان المطلعِ

ولها غدير كالحنادس تحتها

قَمرٌ لعَشرٍ في الحساب وأربَعِ

سرب الأنيس به غنَيْنا مَرّةً

زَمن الحمى والسَّربٌ غير مُرَوّعِ

ثم انقضى عهدُ الجميع وعهدنا

لا غير أنا كالهيام النُّزّعِ

يَعتَادُنا حرُّ الصَّيانةِ كلَّما

خطرتْ به الذِّكرى خلالَ الأضلعِ

ويهيجنا شمُّ النسيم إذا جرى

ويشوقنا شيمْ البُروق اللَّمعِ

طال الولوعِ بذكر أيّام الصّبى

عبثاً وهل في ردّها من مطمَعِ

ولقد أرى لي في التعلُّل راحةً

بتذكّر الماضي وإن لم يَرجعِ

وأطيل شكوى حالتي وإخَالني

في راحةٍ وغنىً ولَمّا أقنَعِ

كم غابط لي وهو دُونيَ في الغنى

لو قسْتُ ما معهُ رَضيتُ بما مَعي

أو ما كَفَاني غُصّتي وتمسّكي

برضى أبي عبد الإله الأرْوَعِ

حسْبي جوارُ محمّدٌ بن مُعمّرٍ

ووقوع شعري منه أحسنَ موقعِ

بسعَادة لإرادةٍ ووفادة

وزيادة من عادة لم تقطعِ

وهو الرَّبيع المستهلُّ غمامةُ

غوثُ الأرامل واليتامى الجوّعِ

والمطعم الأضياف طيَّبَ ماله

زمن المحول غداة ريح زَعْزَعِ

وهو المطاول والُمنافس في العُلى

ويَعُدٌّ أن لا نفْع إن لم يَنْفَعِ

ويَخالُ أن المال حين يُضيعُه

فيما يُفيدُ الحمدَ غيْرُ مُضيّعِ

لمحمّد بن معمر عَمُرْت لنا

سُبلُ المنافعِ في الطَّريق المهيعِ

وإذا العُفاة شكت صروفَ زَمانها

ورأت عليْها الرّزق غير مُوسَّعِ

قصدت أبا عبد الإله فخيَّمت

بفناء رَحبٍ الدَّار عَذب المشرَعِ

يعطى بلا مَنٍّ نفائس ماله

ويجودُ عفواً شيمة المتوَرّعِ

مُتفرد بالفضل لم أرَ مثلَهُ

في فضلِه وبمثلِه لم أسمَعِ

منها نُهىً وفصاحةٌ وسَماحةٌ

وعزيمةٌ في الخَير لمَّا تُدْفعِ

وتَواضعٌ في فعْله ومَقالِه

تبدو عليه دلائل المُتَوَرِّعِ

وإذا أتته نعْمة لم تُطغِه

وإذا عرَتهُ مُلِّمةٌ لم يضْرَعِ

متحَمّل في حال كل كريهة

متنبّه للحادث المتَوقّعِ

منعته همّتهُ الهجُوع فلَم ينَمْ

وكذاكَ من طلَب العُلى لم يَهْجَعِ

ولهُ معَالٍ في العَتيك وسؤدَدٌ

في آل قَحطانَ المُلوك وتُبَّعِ

زيدت به الأَزْدُ افتخاراً واغتدَتْ

مضَرٌ تنافس في أعزَّ سُمَيدَعِ

حسدت خؤولتُه العمومة إذ رأتْ

أدنى الأقاربِ في المحلّ الأرْفعِ

ورأت فنونَ فضائلٍ وكارِم

لمحمّد من مقْتَفىً أو مُتْبَعِ

ومآثر نطقت بحمد محمَّدٌ

في كل قطر كالخَطيب المُصَقّعِ

أمحمّد بنَ مُعَمّرٍ أنت الَّذي

أحيَيتَنا بحَيا الغُيوم الهُمَّعِ

أنتَ المُبيحُ لنا مراعيَ أنعُمٍ

آمالُنَا فيها سوارحُ ترْتعي

أنتَ الَّذي تضع الصّنيعة عنْدَنا

بصَواب رأي الجُود أحسَن موضعِ

أنتَ المحقّ إذا فخرت بسُؤدَدٍ

وعلىً وغيْرُك يا محمّدُّ مُدَّعي

ولكَ الثّناء الطّيبُ الحَسن الَّذي

في الثّوابُ لمن يقول ومَن يعي

عُمِّرتَ ياابن مُعَمر وبقيت في

نعم بقاء النّاعم المُتَمَتّع

وبلغت عِزَّ سيادةٍ وسعادةٍ

في سامعين من البَرّية طُوَّعِ

تعْلو على رتب المُلوك برتبةٍ

تحتَلّ في شرَفٍ أشمَّ ممنَّعِ

فأليكَها أدبيَّةً عربيَّةً

كسُمَّوط درٍّ بالنُّضارِ مُرَضّعِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

20

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة