الديوان » العصر المملوكي » الستالي » تحيرت في تقليب أمرك يا قلب

عدد الابيات : 41

طباعة

تَحيَّرتُ في تقليب أمرك يا قلبُ

وخاطبت تيَّاهاً لقد عَظُم الخطبُ

تُجشّمِني المكروهَ فيما تَلذّهُ

وتُلزمني ذنبَ الهوى ولك الذنبُ

ويَزدادُ في السُّخط اْهتياجاً وفي الرضى

لَجاجاً فلا بعدٌ شَفاك ولا قربُ

إن العينُ رامتْ نظرة نحو مُعجبٍ

أما أنت تستحلي وأنت الذي تصبو

مُعنىً بِتَبريحِ الصَّبابةِ كلَّما

لعينكَ عنَّ الإِجْل أو عَرض السّرِب

وتائهةٍ بالحُسن في روْنقِ الصبّا

لها بشرٌ صافٍ ومُبتسمٌ عَذْبُ

أَناةُ الخُطا تمشي الهُوينا إذا بدت

تَهادى على أعطافها الوشيُ والعَصبُ

تَثنَّى وشَاحاها وجال نطاقُها

وغصَّ مكان الحِجْل وامتلأ القُلبُ

أذلْتُ له سَتر الهوى فتدلّلت

عليَّ وقالت عنه عبثٌ كذبُ

وتظهرُ لي عَتباً على صحّة الهوى

وأحلى الهوى ماشَابَهُ المزْحُ والعتبُ

أحبتَنا حتى م كتمانُنا الهوى

ألا إِنه في حاله مركبٌ صعبُ

شَغلتُ بكم فكري وأخْليت ناظري

فقلبي لكم سْلمٌ وعيْني لَكم حربُ

وما أنس لاَ أنسَ ارْتحالَ ذوي الهوى

سُحْيراً وقد زُمَّت لهم بُزلٌ صُهْبُ

وما هو إلا أنْ دعَا صائحُ النّوي

فبُتَّت حبال الوصل وانصدع الشعبُ

فواشَرَقي إِن شَرَّقُوا بأحبِتي

وَواغربتي إِنْ حاز جيرتيَ الغربُ

ولو لا تقاصِي القلب ما بعُدَ المنى

إِذاً لاْ نقضى للنفسِ يومَ النَّوى نحبَ

أقول وقدْ لاحَ السَّتاليُّ مَوْهِناً

ولاح كِباءٌ ساطعُ النشر لا يكبُو

خليليَّ هُبَّا فانظُرا لي نظرةً

إلى ضوء نارٍ في دجى الليل ما تخبُو

يكون لها يبْسُ القُرنفل إِنْ خبت

شعاعاً ويُلقى فَوقها المندل الرَّطبُ

تنوَّرُتها لَيلاً وهيْهَات أهلُها

ودونَ الصلاءِ المرخ فالحزن فالسهبُ

إلا أَيُّها الركبُ اذْهبُوا بتحيَّةٍ

فخُصُّوا بها أَهل الحمى أيُّها الركبُ

سقى الله ذاك الحيَّ علاَ منَ الحيا

وانهَل مُنهلّ النَّدى ذلك التُّرب

منازلُ أُلاّفٍ إذا ما ذكَرتُها

ألمَّ بقلبي من رَسيس الجوى كرب

أروحُ وقلبي للصبّابة مهملً

واغدُو وصبري بين أهل الهوى نهبُ

فؤآدٌ عميدٌ ما يخفُّ بهِ هوى

وطرف سيدٌ ما نجفُّ له غرْبُ

ولو لا اكتحالُ العَين رُؤيةَ سيدي

أبي القاسم انقدَّ الحشى وذَوى القلبُ

إذا ما عليٌ لاح لي نورُ وجهه

تزايل عني البؤسُ وانحسرَ النَّصبُ

يبشُّ فَيشفيني من الهمّ بشرُهُ

ويحبو فَيكفيني أذَى الفقر مَا يَحْبُو

فَتيً حسُنت أخلاقُه وتواترتْ

صنائعهُ فهوَ الرضى السَّيدُ النّدبُ

تُماطُ بِه البؤسَى ويُستَمطرُ الحيَا

إذا حلْت اللأوآء أو نزل الجدْبُ

أبا القاسمِ الميمون أوتيت في الدُّنى

من الفضل ما لمْ يؤتَ عُجم ولا عُربُ

لك الشيّمُ الغرَّاءُ والهِمم العُلى

وأنتَ السنان الصَّدق والمرهف العضبُ

مرامُك لا يُعيي وعزمُك لا يني

ورأيك لا يهفُو وحدُّك لا ينبو

إذا حَلَّتِ الأمْلاكُ في فَلك العُلى

فأنتَ لها في كلّ مَكْرُمة قُطبُ

وأنتَ عزيزُ الجار مُمْتنعُ الحِمى

لديك الفناء السَّهل والمنزلُ الرحبُ

وبيتٌ عتيكيٌ تٌدافعُ دونه

من الأزد أبطالٌ غطارفة غُلبُ

عتاقُ المذاكي والرماح عِمادُه

وأطنابُه يومَ الوغى الطعنُ والضربُ

جبال إذا اعتزُوا ملوكٌ إِذا اعتزوا

وهمْ في الوغى أُسدُوهم في الندى سحبُ

تهزّهُم عندَ النَّدى أريحيةٌ

وجود كما يهتز في النَّشوة والشَّرب

أبا القاسِم اْسلم وابْقَ للمجد وادعَا

وحلَّ بشانيك المخافة والرُّعبُ

وَعيَّدْ سعيداً في عَلاءٍ ورفْعةٍ

وطول يدٍ ما لاحت السبعةُ الشهبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

19

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة