الديوان » العصر العباسي » رؤبة بن العجاج » يا أيها الكاسر عين الأغضن

عدد الابيات : 91

طباعة

يا أَيُّهَا الكاسِرُ عَيْن الأَغْضَنِ

وَالْقائِل الأَقْوالَ ما لَمْ يَلْقَنِي

هَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ أَوْ تَلَيَّنِ

بِأَيِّ دَلْوٍ إِنْ غَرَفْنَا تَسْتَنِي

إِنْ صَحَّ فِي أَوْفَرَ حَقْنُ الْمِحْقَنِ

فَاللُؤْمُ غاياتُ اللِيامِ المُجَّنِ

وَالسَبُّ تَخْرِيق الأَدِيم الأَلْخَنِ

قَدْ رَفَعَ العَجّاجُ ذِكْراً فَادْعُنِي

بِاسْمٍ إِذَا الأَنْسابُ طالَتْ يَكْفِنِي

فِنِعْمَ دَاعِي الوالِجِ المُسْتَأْذِنِ

أَبِي إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَيْدَنِ

لَمْ أَنْسَهُ إِذْ قُلْتُ يَوْماً وَصِّنِي

وَصَّى بِصَوْنِ الحَسَبِ المُصَوَّنِ

وَالحِلْمُ مَقْرُوعُ العَصَا لِلأَذْهَنِ

ما بَالُ عَيْنِي كَالشَعِيبِ العَيِّنِ

وَبَعْض أَعْراضِ الشَجُون الشُحَّنِ

دارٌ كَرَقْمِ الكاتِبِ المُرَقَّنِ

بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْن الأَجُؤُنِ

بادَرَ عَفْرَاءَ وَدَارُ النَجْدَنِ

بِكِ المَهَا مِنْ مُطْفِلٍ ومُشْدِنِ

أَما جَزاءُ العارِفِ المُسْتَيْقِنِ

عِنْدَكِ إِلَّا حاجَةُ التَفَكُّنِ

أَوْ ذِكْرُ ذاتِ الرَبَذِ المُعَهَّنِ

في خِدْرِ مَيّاسِ الدُمَى مُعَرْجنِ

أَعْيَسَ نَهّاضٍ كَحَيْد الأَوْجَنِ

فَهاجَ مِنْ وَجْدِي حَنِينُ الحُنَّنِ

وَهَمُّ مَهْمُومٍ ضَنِين الأَضْنَنِ

بِالدارِ لَوْ عاجَتْ قَنَاةُ المُقْتَنِي

نَوَى شَآمٍ بانَ أَوْ مُعَمِّنِ

فَهَلْ لُبَيْنَى مِنْ هَوَى التَّلَبُّنِ

رَاجِعَةٌ عَهْداً مِنَ التَأَسُّنِ

أَوْ ناجِزاً بِالدَيْنِ إِنْ لَمْ تُرْهَنِ

إِذَ خَانَ وَصْلُ الغانِياتِ الخُوَّنِ

فَجساً وَغَدْراً أَنْ صَحَا تَجَنُّبِي

لَمَّا رَأَيْنَ جَفْوَةَ التَكَنُّنِ

بَعْدَ التَصابِي وَشَبابِ الأَوْدَنِ

فِي مِثْلِ حَبْلِ الأَدَمِ المُعَنَّنِ

عَلَيَّ دِيباجُ الشَباب الأَدْهَنِ

في عُتَهِيِّ اللُبْسِ وَالتَقَيُّنِ

كَأَنَّ فَوْقَ الناصِعِ المُبَطَّنِ

مِنْ حَبَراتِ العَيْشِ ذِي التَدَهْقُنِ

باناً جَرَى في الرازِقِيِّ البَهْمَنِي

حَتَّى إِذا اسْتَبْدَلَ لَوْن الأَحْسَنِ

شَيْباً وَحِنَّاءً مِنَ التَلَوُّنِ

وَانْعاجَ عُودِي كَالشَظِيف الأَخْشَنِ

بَعْدَ اقْوِرَارِ الجِلْدِ وَالتَشَنُّنِ

وَدَّعْنَ مِنْ عَهْدِكَ كُلَّ دَيْدَنِ

وَانْصَعْن أَخْدَاناً لِذاك الأَخْدَنِ

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لِدِينِ المُفْتَنِ

وَالغَيُّ مَجْلُوبٌ لِهَمِّ الأَتْبَنِ

حَتَّى تَرَامَى بِالظُنُونِ الظُنَّنِ

وَكُنَّ بَعْدَ الضَرْحِ وَالتَمَرُّنِ

يَنْقَعْنَ بِالعَذَابِ مُشاشَ السِنْسَنِ

وَالشُرْبُ يُغْشَى بِالمَقام الأَلْزَنِ

وَنازِحِ الماءِ عَرِيضِ الجَوْشَنِ

مُغْبَرَّة أَقْرابُهُ مُلَعَّنِ

مَرْتٍ كَجِلْدِ الصَرْصَران الأَدْخَنِ

يَنْحَض أَعْناق المَهَارى البُدَّنِ

وَمِنْ عَجارِيهِنَّ كُلَّ جِنْجِنِ

قَطَعْتُهُ بَعْدَ الْتِيَاث الأَوْسَنِ

إِلَيْكَ بِالمُنْتَحِيَاتِ الذُقَّنِ

بِكُلِّ رَعْشاءَ وَناجٍ رَعْشَنِ

يَرْكَبْن أَعْضادَ عِتاق الأَجْفُنِ

حَتَّى تَرَى عَيْنَ الهِبِلِّ المُذْعِنِ

بَعْد أَطاوِيح السِفار المُجْرِنِ

في وَقْبِ خَوْصاءَ كَوَقْبِ المُدْهُنِ

يَمْطُوهُ مِنْ شَعْشاعِ غَيْرِ مُودَنِ

صَعْلٌ كَجِذْعِ الشاذِبِ المُمَخَّنِ

وَإِنْ مَسَاحِيجُ الرِياحِ السُفَّنِ

سَفْسَفْنَ في أَرْجاءِ خاوٍ مُزْمِنِ

كَالطَحنِ أَو أَذرَت ذَرىً لَم يُطحَنِ

دَوافِناً مِن فَرغِ كُلِّ مَدفَنِ

مَاضَغنَ مِن أَجْن الجِمام الأُجَّنِ

وِرْداً كَأَبْوال المَخَاض الصُفَّنِ

وَاجْتَزْنَ في ذِي نِسَعٍ مُمَحَّنِ

تَفْتَنُّ طُولَ البَلَدِ المُفَتَّنِ

إِذَا رَمَتْ مَجْهُولَهُ بِالأَجْبُنِ

سَرَيْنَ أَوْ عاجُوا بِلَا مُلَهَّنِ

وَخَلَّطَتْ كُلُّ دلاثٍ عَلْجَنِ

غَوْجٍ كَبُرْجِ الأَجُرِ المُلَبَّنِ

تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ

بَلَّغْنَ أَقْوالاً مَضَتْ لا تَنْثَنِي

أَبْقَى وَأَمْضى مِنْ حِدَادِ الأَزْأَنِ

كَمْ جاوَزَتْ مِنْ حاسِرٍ مُرَبَّنِ

وَقامِسٍ في آلِهِ مُكَفَّنِ

يَنْزُونَ نَزْوَ اللاعِبِينَ الزُفَّنِ

وَقُفِّ أَقْفافٍ وَرَمْلٍ بَحْوَنِ

مِنْ رَمْلِ يَرْنَا ذِي الرُكام الأَعْكَنِ

أَثْبَجَ أَوْ ذِي جُدَدٍ مُفَنَّنِ

فَامْدَحْ بِلَالاً غَيْرَ مَا مُؤَبَّنِ

تَرَاهُ كَالْبَازِي انْتَمى في المَوْكِنِ

يَقْتَدُّ مِنْ كَوْنِ الأُمُورِ الكُوَّنِ

حَقائِقاً لَيْسَتٍْ بِقَوْلِ الكُهَّنِ

حَتَّى انْطَوَتْ حَيَّاتُ كُلِّ مَكْمِنِ

أَمْسَى بِلالٌ كَالرَبِيعِ المُدْجِنِ

أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْمٍ مُغْيِنِ

عَلَى أَخِلّاءِ الصَفاءِ الوُتَّنِ

بَوَّاعَ سَوارتٍ كِرِيمَ المُرْسِنِ

يَبْتاع أَثْمان العُلَا بِالأَثْمَنِ

وَما يُضَمَّنْ مِنْ جَزِيلٍ يَضْمَنِ

يَغْرِفُ مِن أَذِيِّ بَحْرٍ مُمْعَنِ

بِسَجْل مَشْدُودِ العُرَى لَمْ يَذْقَنِ

بَيْتُكَ فِي اليامِنِ بَيْت الأَيْمَنِ

في العِزِّ مِنْها وَالسَنام الأَسْمَنِ

فَاللَّهُ يَبْنِي صاعِداً وَتَبْتَنِي

مَجْداً رَسَتْ أَوْتادُهُ لَمْ يَظْعَنِ

تَحْمِيهِ مِن أَعْراضِ كُلِّ مِشْفَنِ

سُودٌ وَبُلْقٌ سامِيَات الأَرْعُنِ

إِنِّي وَقَدْ تَعْنِي أُمُورٌ تَعْتَنِي

عَلَى طَرِيقِ العُذْرِ إِنْ عَذَرْتَنِي

فَلَا وَرَبِّ الآمِناتِ القُطَّنِ

يَعْمُرْن أَمْناً بِالحَرَام المَأْمَنِ

بِمَحْبِسِ الهَدْيِ وَبَيْتِ المَسْدَنِ

وَرَبِّ وَجْهٍ مِنْ حِرَاءٍ مُنْحَنِي

ما آئِبٌ سَرَّكَ إِلّا سَرَّنِي

شُكْراً وَإِنْ عَرَّكَ أَمْرٌ عَرَّنِي

مَا الحِفْظُ إِمَّا النُصْحُ إِلّا أَنَّنِي

أَخُوكَ وَالراعِي لِمَا اسْتَرْعَيْتَنِي

إِنِّي إِذَا لَمْ تَرَنِي كَأَنَّنِي

أَراكَ بِالغَيْبِ وَإِنْ لَمْ تَرَنِي

مَنْ غشَّ أَو وَنَّى فَإِنِّي لا أَنِي

عَنْ رَفْدِكُمْ خَيْراً بِكُلِّ مَوْطِنِ

وَكَيْفَ لا أَجْزِيكَ بِالتَمَنُّنِ

وَالشُكْرُ حَقٌّ في فُوَادِ المُؤْمِنِ

بِالرُّزْءِ مِنْ مالِكَ وَالتَلَيُّنِ

أَوْطَنْت أَرْضاً لَمْ تَكُنْ مِنْ وَطَنِي

لَوْ لَمْ تَكُنْ عامِلَها لَم أَسْكُنِ

بِهَا وَلَم أَرْجُنْ بِهَا فِي الرُجَّنِ

فَاللَّهُ يَجْزِيكَ جَزاءَ المُحْسِنِ

عَنِ الشَرِيفِ وَالوَضِيع الأَوْهَنِ

وَالغارِم الأَقْصَى وَعَنْ دَانِي الدَنِي

وَحَق أَضْيافٍ عِطاش الأَعْيُنِ

لا يَجْعَلُونَ النَقْدَ لِلْمُسْتَأْذِنِ

أَمْكَنْتَهُمْ مِنْ حاجَةِ المُسْتَمْكِنِ

بِرَأْي لَا جافٍ وَلَا مُغَبَّنِ

مَعَ العَفافِ البَرْزِ وَالتَدَيُّنِ

حِفْظاً وَإِحْصاناً مِنَ التَحَصُّنِ

عَنْ شَيْن أَطْباع الأُمُور الشُيَّنِ

حَتَّى بَدَا أَصْحانُ كُلِّ مَصْحَنِ

إِذَا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْن الأَدْرَنِ

سَلَّمْتَ عِرْضاً ثَوْبُهُ لَمْ يَدْكَنِ

وَصافِياً غَمرَ الجِبَا لَمْ يُدْمَنِ

أَفْيَحَ بِالوُرَّادِ رَحْبَ المَعْطِنِ

فَماتَ ذُو الداءِ انتِفاخَ الكَوْدَنِ

يَحْكِي مِنَ الغَيْظِ زَفِير الأَحْبَنِ

وَطالَ رَغْمُ الحاسِدِ المُهَوَّنِ

عَلَيْكَ وَالمُهْتَضَمِ المُوَهَّنِ

إِذَا الدَوَاهِي وَامْتِراس الأَلْسُنِ

ناجُوكَ أَوْ جالَوا بِأَمْرٍ مُعْلَنِ

فُزْتَ بِقِدْحَيْ مُعْرِبٍ لَمْ يَلْحَنِ

مُسْتَلْحِمِ القَصْدِ مُبِينِ الأَبْيَنِ

عَزْماً وَحِلْماً بِالقَضَاء الأَرْصَنِ

وَإِنْ غَلا ماءُ الحَمِيمِ المُسْخَنِ

ثَقَّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لَمْ يُهْدَنِ

بِالقَوْلِ تَعْلُو وَالعِراكِ المُثْخِنِ

وَدَغْيَةٍ مِنْ خَطِلٍ مُغْدَودِنِ

قُرْبانِ مَلْكٍ أَوْ شَرِيفِ المَعْدِنِ

قامَتْ بِهِ شُدَّاكَ بَعْد الأَوْهنِ

وَزَحْمُ رُكْنَيْكَ شِداد الأَرْكُنِ

بِدَرْءِ هَمَّازٍ دُرُوءَ الضَيْزَنِ

حَتَّى تَنَحَّى عَنْكَ كَيْدُ الزُبَّنِ

وَعَضُّ خَصْمٍ مَحِكٍ مُمَرَّنِ

أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ

يَشتَقُّ أَوْ يَدْنُو دُنُوَّ المُرْغِنِ

أَلْصَقْتَ مِنْهُ بِالضَغينِ الأَضْغَنِ

وَرَازَ مِنْ حِلْمِكَ حِلْم الأَرْزَنِ

وَنَبْعَةً تَكْسِرُ صُلْب الأَوْزَنِ

وَفِطْنَةً تغْلِبُ دَهْي الأَفْطَنِ

أَخْذُكَ بِالمَيْسُورِ وَالعَشَوْزَنِ

بِالشَطَن الأَعْلَا فَإِنْ لَمْ تَشْطُنِ

أَرَّبْتَ عَقْداً في مَتِين الأَمْتَنِ

بِحَبْلِ كَلُّوبٍ شَدِيدِ المِحْجَنِ

يَعْتَزُّ أَعْناقَ الصِعابِ اللُجَّنِ

مِن الأَوَابِي بِالرِياضِ المِخْضَنِ

وَتَرْتَمِي رَأْسَ المُسِيء الأَحْيَنِ

بِمِقْذَفٍ يَكْسِرُ هَضْب الأَوْجَنِ

قَذْفاً بِمِرْجامِ الرِجام الأَرْكَنِ

مِنْ سُمْرِ صَيّاحِ الجِبالِ الأُنَّنِ

وَصاعِقاتٍ فَوْقَ هام الأَقْرُنِ

يَشْفِي لَظاهَا مِنْ صُداع الأَشْؤُنِ

وَفِي أَخادِيدِ السِيَاط المُشَّنِ

شافٍ لِبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطَنِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رؤبة بن العجاج

avatar

رؤبة بن العجاج حساب موثق

العصر العباسي

poet-Roba-bin-Al-Ajaj@

185

قصيدة

78

متابعين

رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي أبو الجحّاف أَو أَبو محمد. راجز، من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه ...

المزيد عن رؤبة بن العجاج

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة