إن عينيك هما دائي فكل ما لقيه قلبي من برح الهوى وما سيلقاه إنما هو لأجل عينيك وما تضمنتاه من السحر، وإن الحب هو الذي أذاب جسمي وأكل لحمي فالذي لم يبقَ مني — وهو الذاهب — وما بقي، كلاهما له يفنيه ويذهبه.
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
أحلى الهوى وأعذبه ما كان صاحبه شاكًّا بين الوصل والهجر؛ لأنه إذا كان كذلك كان للوصل أشد اغتنامًا، أما إذا تيقن الوصل فإنه لا يلتذ به عند حصوله وإذا كان يائسًا منه فقد لذة الرجاء، فالهوى عليه بلاء كله.
رب حبيب حسن الأسنان حلو رضاب الثنايا واضح الوجه — مشرقه — تعفَّفْتُ عنه وتصوَّنت بستر الفم منه عفة وتورعًا كي لا يقبلني فقبَّل رأسي إجلالًا لي وميلًا إليَّ. يريد أنه أحب وصله وتعفف هو عمَّا لا يليق به.
أبو الطيب المتنبي (303هـ – 354هـ / 915م – 965م)
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي، من أعظم شعراء العرب على مرّ العصور، واشتهر بلقبه "المتنبي". ...