يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً
حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي
وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ
لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي
عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
أُخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأُميتُهُ وصبابتي تحييه
فكأنَّهُ بالحُسنِ صورةُ يوسفٍ
وكأنَّني بالحُزنِ مثل أبيه