تَاللَهِ إِنَّ الشَوقَ يَفعَلُ دَهرَهُ
بِالجِسمِ ما لا تَفعَلُ الأَسقامُ
رَحَلَ الحَبيبُ فَطالَ لَيلٌ لَم يَكُن
لِقَصيرِهِ بَعدَ الرَحيلِ مُقامُ
أَينَ الَّتي كانَت لَواحِظُ طَرفِها
يَصبو إِلَيها القَلبُ وَهيَ سِهامُ
تَمضي اللَيالي وَالشُهورُ وَحُبُّنا
باقٍ عَلى قِدَمِ الزَمانِ الفاني
قَمَرٌ مِنَ الأَقمارِ وَسطَ دُجُنَّةٍ
يَمشي بِهِ غُصنٌ مِنَ الأَغصانِ
رُمتُ التَسَلّي عَن هَواهُ فَلَم يَكُن
لِيَ بِالتَسَلّي عَن هَواهُ يَدانِ
يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَلي
وَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُ
كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّني
أَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ
أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها
إِذا المُهتَدي بِاللَهِ عُدَّت خِلالُهُ
حَسِبتَ السَماءَ كاثَرَتكَ نُجومُها