الديوان » العصر العباسي » المتنبي » الحب ما منع الكلام الألسنا

بصوت : عبد المجيد مجذوب

عدد الابيات : 41

طباعة

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي

فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا

وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى

وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا

لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ

عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا

وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها

وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا

نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ

ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى

فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ

مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا

نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ

فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا

يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ

فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا

أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ

وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا

يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ

ثَوباً أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا

وَأَمَرُّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَهُ

فَقدُ السُيوفِ الفاقِداتِ الأَجفُنا

لا يَستَكِنُّ الرُعبُ بَينَ ضُلوعِهِ

يَوماً وَلا الإِحسانُ أَن لا يُحسِنا

مُستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ

فَكَأَنَّ ما سَيَكونُ فيهِ دُوِّنا

تَتَقاصَرُ الأَفهامُ عَن إِدراكِهِ

مِثلَ الَّذي الأَفلاكُ فيهِ وَالدُنا

مَن لَيسَ مِن قَتلاهُ مِن طُلَقائِهِ

مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حُيِّنا

لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا

قَفَلَت إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا

أَرِجَ الطَريقُ فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ

إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مُستَوطِنا

لَو تَعقِلُ الشَجَرُ الَّتي قابَلتَها

مَدَّت مُحَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصُنا

سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن

شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا

طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها

لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا

أَقبَلتَ تَبسِمُ وَالجِيادُ عَوابِسٌ

يَخبُبنَ بِالحَلَقِ المُضاعَفِ وَالقَنا

عَقَدَت سَنابِكُها عَلَيها عِثيَراً

لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا

وَالأَمرُ أَمرُكَ وَالقُلوبُ خَوافِقٌ

في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمُنى

فَعَجِبتُ حَتّى ما عَجِبتُ مِنَ الظُبى

وَرَأَيتُ حَتّى ما رَأَيتُ مِنَ السَنا

إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَراً

في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا

فَطِنَ الفُؤادُ لِما أَتَيتُ عَلى النَوى

وَلِما تَرَكتُ مَخافَةً أَن تَفطُنا

أَضحى فِراقُكَ لي عَلَيهِ عُقوبَةً

لَيسَ الَّذي قاسَيتُ مِنهُ هَيِّنا

فَاِغفِر فِدىً لَكَ وَاِحبُني مِن بَعدِها

لِتَخُصَّني بِعَطِيَّةٍ مِنها أَنا

وَاِنهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيَّ بِضَلَّةٍ

فَالحَرُّ مُمتَحِنٌ بِأَولادِ الزِنا

وَإِذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً

في مَجلِسٍ أَخَذَ الكَلامَ اللَذعَنا

وَمَكايِدُ السُفَهاءِ واقِعَةٌ بِهِم

وَعَداوَةُ الشُعَراءِ بِئسَ المُقتَنى

لُعِنَت مُقارَنَةُ اللَئيمِ فَإِنَّها

ضَيفٌ يَجِرُّ مِنَ النَدامَةِ ضَيفَنا

غَضَبُ الحَسودِ إِذا لَقيتُكَ راضِياً

رُزءٌ أَخَفُّ عَلَيَّ مِن أَن يوزَنا

أَمسى الَّذي أَمسى بِرَبِّكَ كافِراً

مِن غَيرِنا مَعَنا بِفَضلِكَ مُؤمِنا

خَلَتِ البِلادُ مِنَ الغَزالَةِ لَيلَها

فَأَعاضَهاكَ اللَهُ كَي لا تَحزَنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا

أي لسرورها بقدومك طربت حتى ظننا أنها لولا الحياء لرقصت بنا والمعنى أن سرور قدومك غلب حتى ظهر في البهيمة التي لا تعقل.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسين زياد العامري


عَقَدَت سَنابِكُها عَلَيها عِثيَراً لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا

العثير الغبار الكثيف يقول عقدت سنابك الجياد اي حوارها فوقها غبارا كثيفا لو تطلب السير عليه أمكن

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسين زياد العامري


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

6225

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة