عدد الابيات : 42

طباعة

وإن كانَ رأيُ القلبِ أنَّكِ قاتلَةْ

لننجو معاً إن شئتِ ثَمَّ محاولةْ

نُقيمُ اتفاقاً من جديدٍ على الهوى

يليقُ بقلبينِ استماتا مُمَاطلة!

أُعجّلُ ما يُرضيكِ، مهما كرهتُهُ

بأن لا تكوني بعد ذلكَ آجلة

وأظلمُ نفسي في هواكِ تقرُّباً

على أن تكوني بالتمرُّدِ عادلة!

تقولينَ بادر بالوصالِ، وعندما…

تسُدّينَ من دربي إليكِ مدَاخِله

أنا آسفٌ إن كنتُ فظّاً، وإن أكُن

قطعتُ عليكِ الصَّمتَ، عندي مُداخَلة!

قديرٌ عليَّ الشوقُ كيفَ غلبتِهِ؟

لكِ الويلُ من مُشتاقةٍ مُتَثَاقلة

ملأتِ البداياتِ اقتراباً، وكانَ مِنْ

سذاجةِ حُبّي أنْ أمنتُكِ راحِلة

ومكّنتِ منّي البُعدَ ظُلماً لتظفري

بقلبي، فها قد نلتِ حتّى مَقاتِلَه

أردتِّ بهذا الحُبِّ لهواً وسلوةً

وذنبي به أنّي حلمتُ بعائلة!

تبدَّل إذا آذتكَ أسْمَا بغيرها

وكن فارغاً منها، تكُن بكَ آهِلة!

فما لن تجدهُ منذُ عطْسَةِ آدَمٍ

إلى يومنا أُنثى: (تُحبُّ وعاقلة)

ولولا قضاءُ اللهِ عُجِّلَ فيهِما

لماتا على هَجْرٍ إسَافٌ ونائلة!

منَ الضّحكةِ الأولى ستولدُ دمعةٌ

وآمالُ نفسٍ بالبقاءِ، مُخاتِلة

ستصنعُ من حلوِ التمنّي علاقةً

تدومُ ولكن في الحقيقةِ زائلة

فنصفُ العلاقاتِ التي نحتفي بها

إذا لم أقل: كلُّ العلاقاتِ، فاشلة

على قدْر ما تهوى ستهوي! ولِلهوى

أبيتَ أمِ استسلمتَ، شؤمٌ وغائلة

وللنفسِ حدْسٌ قبلَ كلِّ مُقدَّرٍ

يُنبّهُ مِن جَوفِ المُصَابِ غوافِله

ولكنَّ بعضَ النّاسِ يُطرِقُ رأسَهُ

ويُغمِضُ عينيهِ، ويتبعُ باطلَه

وكم قرّبَ الإنسانُ ما ظنَّ أنّهُ

يُخفِّفُ بلواهُ، فأثقلَ كاهِلَه!

تعوَّدتُ أن أبكي وأمسحَ أدمُعي

بنفسيَ، مُذ كفَّ الحبيبُ أنامِلَه

يُحاورُ فيَّ الشَّافعيُّ خصومَهُ

وبي شِدَّةٌ في الحقّ مثلَ الحنابلة

أقومُ لآلامي وماذا يضرُّني

إذا هِمَّتي إلا عن الخَيرِ عاطلة

وماذا على مَنْ جاملَ الجُرحَ مُرغماً؟

ثلاثةُ أرباعِ الحياةِ مُجاملة

أجل أيُّها الدّهرُ السَخيُّ مصائباً

على بحركَ الهادي أُفضِّلُ ساحِلَه

أنا ذلكَ الأحرَقتَ كلَّ ثيابهِ

وجرّدَتهُ من روحهِ المُتفائلة

يُذمُّ على حُبّ الحياةِ كريمةً

وكُفرانهِ بالأتقياءِ الدجاجلة

ومَن قصّروا عنهُ رمَوهُ، ومَجدُهُ

بريءٌ منَ المُخزي، براءَةَ باهِلة!

وتستفردُ الذكرى بهِ، وتبثُّهُ

منَ الحُزنِ ما لا يستطيعُ تجاهُلَه

وتختلفُ الخيباتُ حينَ تُصيبُهُ

على أنّها في لؤمها مُتَمَاثِلة!

مريضٌ بحبِّ النّاسِ، أنفقَ قلبَهُ

ليكفي قلوبَ الآخرينَ وكانَ لَهْ

يُحاولُ شُربَ الماءِ من دونِ حاجةٍ

إلى حظِّهِ، تلكَ الحكايةُ كاملة

أجل أّيّها الدّهر، انتفضتُ على المدى

وحيداً، وحولي أُمّةٌ مُتخاذِلة

إذا ارتدَّ لي صوتي يُجرجِرُ عَجْزَهُ

تلوتُ عليهِ آيةً في المُجادَلة

وإن خطَفَ الوسواسُ منّيَ مأمَني

بعثتُ القوافي تستردُّ قوافِلَه

ستضربُ زوجي وجهَهَا ذاتَ دهشَةٍ

لبُشرى بإسحاقٍ، ويعقوبَ نافلة

صبرتُ وما للصبر حينَ أُتِمُّهُ

سوى ما أُرجّي من نجاةٍ مُقابِلَه

فإن بَخِلتْ ساحاتُ حظّي بمقعدٍ

سألتُ الذي لا عَدَّ يُحصي فضائلهْ

على قدْرنا حاجاتُنا وعطاؤهُ

على قدْرهِ، حتّى يُطمِّعَ سائِلَه!

فأنعمٍ بربٍّ يستجيبُ لمُذنبٍ

ويرزقُ من آذى وصدَّ وقاتَلَه

تقرّب إليهِ فالنّهايةُ صعبةٌ

على الكُلِّ، حاشا الآخذينَ رسائلَه

وما العمرُ إلا ما سيُنجيكَ بعدَهُ

وجنّاتُ عَدْنٍ، تستحقُّ المُحاولة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حذيفة العرجي

avatar

حذيفة العرجي حساب موثق

سوريا

poet-alarje@

63

قصيدة

1

الاقتباسات

511

متابعين

حذيفة العرجي شاعر سوري ولد في مدينة حمص عام 1977 وتخرج من كلية الآداب بعد حصوله على بكالوريوس أداب قسم لغة عربية وقد تميز في كتابة العديد من الكتب ...

المزيد عن حذيفة العرجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة