الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » إذا لم يكن بين القلوب صدود

عدد الابيات : 57

طباعة

إذا لم يكن بين القلوب صدود

فأهون شيء أن تصد خدود

وعندي على جور الزمان وعدله

فؤاد بغير الغانيات عميد

ووجد عدمت الصبر لما وجدته

وهم على نقص الحياة يزيد

خليلي لم يبل الزمان وإنما

بلينا وصرف النائبات جديد

وما هذه الأيام إلا رواحل

تبيد بها الأعمار ثم تبيد

وأضغاث أحلام تمر فتستوي

على المرء منها يقظة وهجود

ولما رأيت الغدر في كل شيمة

وليس لموف بالعقود عقيد

عذرت المواضي كيف تنبو شفارها

وسامحت نصل الرمح كيف يحيد

وعمم فودي المشيب فلم يقل

وقاري ألا ليت الشباب يعود

وقد تتمناه نفوس غبية

وليس تمني المستحيل يفيد

وكل امرء خانته صبغة رأسه

فإن وفاء الناس منه بعيد

تلوم الليالي في عهود نقضتها

وما لمواثيق الرجال عهود

مضى الصالح الملك الكفيل ودهره

ذميم وأما سعيد فحميد

تحلت به الأيام ثم سلبنه

فعطل نحر للزمان وجيد

تسود وجه الصبح منه رزية

وشابت نواصي الليل وهو وليد

وما كنت أدري قبلها أن حظنا

شقي وحظ النائبات سعيد

ولا أن وجه الرشد والرشد واضح

يغيب ولو أن الزمان يكيد

أتسطو بأعيان الملوك عبيدها

لقد ذل أحرار وعز عبيدها

لئن كان فينا الصالح الملك صالحاً

فكم من قدار لم تلده ثمود

أبعد أبي الغارات قدس روحه

يؤمل وعد أو يخاف وعيد

ولولا أبو النجم المظفر بعده

تقلص جود واضمحل وجود

وجدناه لما أن فقدنا شقيقه

فبورك موجود وطاب فقيد

لقد شكرته دولة علوية

يدافع عن حوبائها ويذود

تداركها بالحزم والعزم أروع

له عدة من نفسه وعديد

وقام بها والمجد يخذل أختها

أتم قيام والأنام قعود

إلى أن قر العز في مستقره

وقامت بحد المشرفي حدود

وفي ضحوة الإثنين سكن جأشها

وشد قواها والبلاء شديد

وطارت نفوس الخلق من خفقاتها

وكادت جبال الخافقين تميد

فأمسكها بدر بن رزيك عندما

وهي طنب منها ومال عمود

وأطفأ نار الشر عند التهابها

وليس لها غير الرجال وقود

وساس أمور الناس بالبأس والندى

فأخصب مرتاد وذل مريد

ومد على البيداء ستر غمامة

لها البيض برق والصليل رعود

ولو شاء يوم الجمعة الفتك بالعدى

لرضت جباه منهم وخدود

ولكنه أبقى ليعلم أنه

قدير على ما يشتهي ويريد

ألم تتسرع من أوائل خيله

فوارس لم يثبت لهن حسود

ألم يعف عنهم قادراً بعدما غدوا

فريقين منهم قائم وحصيد

وكل مقامات المظفر في الوغى

لها السيف قاض والرقاب شهود

أغر إذا لاقى الخطوب فإنه

صبور على حر الجلاد جليد

ترحب بالأهوال ساحة صدره

إذا طرقتها للهموم وفود

ولا غرو إن ماتت حقود بصدره

فإن صدور القادرين لحود

خليلي بالبطحاء حيث تجمعت

محامل منها ركع وسجود

أعندكما أني تيممت حضرة

مكارمها للوافدين قيود

وزارت أبا النجم الهمام قصائدي

فأنجح قصد عنده وقصيد

وهبت لها ريح القبول بفضله

فليس لها بعد الهبوب ركود

وميزها عن بهرج الناس نقده

وعلمها بالجود كيف تجيد

وفي كل يوم لا تزال صلاته

إلى منزلي تبدي الندى وتعيد

وأعجب ما شاهدت إحسان كفه

إلي وقد عض الحديد حديد

ولم تلهه عن عادة الجود محنة

بها الرمح غار والحسام رشيد

رآني بعين لو رأت يابس الثرى

لأينع مخضراً وأورق عود

تملك شكري من طريق خفية

بها تعرف السادات كيف تسود

وأيقظ لي أجفان حظي ولم أزل

أنبهها مذ كنت وهي رقود

فأفسد بالمعروف وجه معارفي

فمالي من أهل الوداد ودود

وخاطب عني نفسه فتفضلت

بما لم أكن أستامه وأورد

وما الجود إلا فطنة وتيقظ

وما البخل إلا حيرة وجمود

وفي بعض ما أولى غناي وإنما ال

ملوك على قدر النفوس تجود

وأحسن من نعماه عندي كرامة

صديقي عليها كاشح وحسود

فأوزعني الرحمن شكر اصطناعه

فما فوق ما أسدى إلي مزيد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

131

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة