الديوان » العصر الأندلسي » ابن خفاجه » جفن تجافى للخلي عن الكرى

عدد الابيات : 20

طباعة

جَفنٌ تَجافى لِلخَلِيِّ عَنِ الكَرى

وَهَوىً تَهاوى بِالمَطِيّ عَلى السُرى

وَمُثَقَّفٌ لَدنُ المَهَزِّ يَشوقُهُ

ما شاقَني فَإِذا هَزَزتُ تَأَطَّرا

وَقَدِ اِشتَبَهنا سُمرَةً وَنَحافَةً

فَلَوِ اِلتَفَتُّ لَما عَرَفتُ الأَسمَرا

وَأَقَبُّ يَحتَمِلُ الصَباحَ إِذا مَشى

شِيَةً وَيَنتَعِلُ الرِياحَ إِذا جَرى

قَد باتَ يَحمِلُ لِبدُهُ ظَبيَ النَقا

رَكضاً وَيَحمِلُ لِبدُهُ لَيثَ الشَرى

وَحَثا التُرابَ عَلى الصَبا فَكَأَنَّما

أَزجى هُناكَ غَمامَةً بَرقٌ سَرى

وَاِستَرجَفَ الأَرضَ الفَضاءَ بِوَثبَةٍ

فَكَأَنَّ رُكناً خَرَّ فيها مِن حِرا

مَزَّقتُ مِن خِلَعِ العَجاجَةِ فَوقَهُ

ثَوباً بِأَطرافِ الرِماحِ مُدَنَّرا

وَصَرَختُ يالَبَني رَحيمٍ صَرخَةً

فَاِلتَفَّتِ الأَنجادُ حَولي عَسكَرا

مِن كُلِّ طَلقِ الوَجهِ تاهَ جَوادُهُ

زَهواً بِعِزَّةِ رَبِّهِ فَتَبَختَرا

صَلَتِ الجَبينِ لَو أَنَّني مُستَقبِلٌ

بِرُوائِهِ لَيلَ السِرارِ لَأَقمَرا

ما إِن سَقَتكَ بِهِ السَماحَةُ مُزنَةً

إِلّا أَرَتكَ بِهِ الصَباحَةُ نَيِّرا

وَأَغَرَّ أَزهَرَ باتَ يَعبَقُ نَفحَةً

فَكَأَنَّ في بُردَيهِ رَوضاً أَزهَرا

طَلقَ المُحَيّا وَاليَدَينِ كَأَنَّهُ

قَمَرٌ تَطَلَّعَ في غَمامٍ أَمطَرا

لَبِسَ الرِداءَ مِنَ الثَناءِ مُطَرَّزاً

فَوقَ القَميصِ مِنَ الحَياءِ مُعَصفَرا

اِستَمجَدَ الأَشرافُ مِن شَرَفٍ بِهِ

فَمَشى اليَراعُ بِكَفِّهِ مُتَبَختِرا

فَلَرُبَّ سَمراءِ الأَديمِ طَويلَةٍ

حَسَدَت بِراحَتِهِ القَصيرَ الأَصفَرا

وَإِلَيكَها فَاِهنَأ بِها مِن مِدحَةٍ

أَهدَيتُها رَوضاً إِلَيكَ مُنَوَّرا

فَتَلَألَأَت حُسناً بِمَجدِكَ حُلَّةً

وَتَنَفَّسَت طيباً بِحَمدِكَ مُجمَرا

وَسِوايَ يَكذِبُ في سِواها مِدحَةً

فَاِرغَب بِسَمعِكَ عَن حَديثٍ يُفتَرى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن خفاجه

avatar

ابن خفاجه حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-abn-khafajah@

260

قصيدة

4

الاقتباسات

312

متابعين

ابن خفاجة 450 - 533 هـ / 1058 - 1138 م إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره ...

المزيد عن ابن خفاجه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة