الديوان » العصر العثماني » هاشم الكعبي » أهاب به الداعي فلباه إذ دعى

عدد الابيات : 103

طباعة

أهاب به الداعي فلباه إذ دعى

وكان عصي الدمع فانصاع طيعا

عصى دمعه حاوي المطايا فمذ رأى

بعينيه ظعن الحي أسرع أسرعا

فبادر لا لوى به عذل عاذل

إذا قيل مهلاً بعض هذا تدفعا

تجلد إذ ظن النوى حكم هازل

فلما رأى جد المطايا تصدعا

فاوغل يجري خلفها لا يصده

حياء ولا لاح لحاه فاقذعا

ظعائن تسري والقلوب باسرها

على أثرها يجرين حسرى وظلعا

ظعائن في الاقمار تجري فحيثما

توجه حادي الركب ابصرت مطلعا

وفي البين عذراً للكريم إذا بكى

لذكرى حبيب إذ تشوق مربعا

خليلي ما بعد النوى من تعلة

وقد غرد الحادي بنجد ولعلعا

فلا ترج بعد الركب غلا مدامعاً

تسح واحشاء من الضعف وقعا

وبالنفس افدي ظاعنين تجلدي

لبينهم قبل التودع ودعا

مضوا والمعالي الغر حول قبابهم

تطوف جهات الست مثنى ومربعا

سروا وسواد الليل داج فشعشعت

على لونه انوارهم فتشعشعا

يحل الهدى أني يحلون والندى

فان أقلعوا لا قدر اللَه أقلعا

ترى الكون من آثارهم حزن روضة

سقا نورها عذب الحيا فترعوعا

مصاليت يوم الحرب رهبان ليلهم

بوارع في هذا وفي ذاك خشعا

ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه

كما لا كأن الكل فيه تجمعا

وتهوي الأيامي لو تحل ربوعهم

وقد تركت من حولها الروض ممرعا

رمت بهم نحو العلى المحض عزمة

لو الطود وافاها وهي وتصدعا

عشية أمسى الدين دين أمية

وأمسى يزيد للبرية مرجعا

يقول بلا فضل ويفتى بلا هدى

ويحكم لا عدلاً ولا رأي أمنعا

وهل خبرت فيما تروم أمية

بأن العلى لم تلف للضيم مدفعا

وقد علمت أن المعالي زعيمها

حسين إذا ما عن ضيم فافزعا

رأى الدين مغلوباً فمد لنصره

يمين هدى من عرصة الدهر أوسعا

فاوغل بطوي الكون ليس بشاغل

على ما به من كف علياه اصبعا

أفاد الفلا وخد المطايا ونصها

كأن السرى يجري رقانا وأذرعا

بقود إلى الحرب العوان ضراغماً

حواسرها امضى من الغير درعا

يجر من الرمح الطويل مزعزعاً

وينضي من السيف الصقيل مشعشعا

مطلا على الاقدار لو شاء كفها

جائته تترى حسبما شاء طيعا

فالقى ببيداء الطفوف مشمراً

إلى الموت لن يخشى ولن ينزوعا

وقامب رجال للمنايا فارخصوا

نفوساً زكت في المجد غرساً ومنبعا

تفرع من عليا قريش فان سطت

رأيت أخا ابن الغاب عنها تفرعا

بدور زهت افعالهم كوجوههم

فسرتك مرئى إذ تراها ومسمعا

أبو جانب الورد الذميم واشرعوا

مناهل أضحى الموت فيهن مشرعا

فاكسبها المجد المؤثل ابلج

غشى نوره جنح الدجى فتقشعا

إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم

ندامى سقاها الوصل كاساً مشعشعا

وأقبل ثم الليث يحمي عرينه

بباس من العضب اليماني اقطعا

يكر فتلقى الخيل حين يروعها

أضاميم سرب خلفها الصقر زعزعا

فذعذع جمع الجمع قسراً كأنما

تجمع جمع الجمع كي يتذعذعا

يصرف آحاد الكتيبة رأيه

فلا ينثني إلا الكمي المقنعا

عصت أمره لما دعاها إلى الهدى

وجاءت لأمر السيف تنقاد طيعا

بطعن يعيد الزوج بالضم واحداً

وضرب بعيد الفرد بالقطع اربعا

ولما رمت كف المقادير رميمها

وحان لشمل الدين أن يتصدعا

بدى عن سراة السرج يهوي كأنما

جبال شروري من علاها هوت معا

وخر فلا تدري المقادير أيها

أصاب فاخطى حين أردى السميدعا

وجاء سنان طاعناً بسناته

يرى أنه كان الهزبر المشجعا

وأفبل شمر يعلن العجب اذ رقى

على الليث إذ امسى له الحتف مضجعا

وراح بأعلى الرمح يزهو كريمه

كبدر الدجى إذ تم عشراً واربعا

وعاثت خيول الظالمين فابرزت

كرائم أعلى ان تهان وأرفعا

فواطم من آل النبي حرائر

بكف العدى امست سواغب جوعا

ثواكل لم يبق الزمان لها حمى

يكن لا ولم يترك لها الدهر مفزعا

سوافر أعياها التبرقع والحيا

ينازعها مع سلبها أن تبرقعا

دعاها إلى معنى التقنع صونها

واعوزها الاعداء ان تتقنعا

فراحت ويمناها قناع لرأسها

وللوجه يسراها مع اللطم برقعا

عفائف افراط الصيانة طبعها

إذا غيرها نال العفاف تطبعا

تكاد إذا ما اسبلت عبراتها

تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا

وكادت إذا ما اشعلت زفراتها

بأنفاسها يغدو لها الروض بلقعا

فما الفاقدات الالف شتت جمعها

غداة النوى أيدي العداة ووزعا

نوت فرقة للغرب منها وفرقة

إلى الشرق فالشملان لن يتجمعا

ولا مدنف يدعو الطلول فكلما

تصاممن لان القول منه تخضعا

ولانار مقر خاف اخماد ضوئها

فاذكى لظاها في الظلام ورفعا

ولا شنتا خرقاء أبلاهما البلا

ودامى على مجراهما فتقطعا

بأوهى قوى منها وأبين ذلة

واضرم احشاء وأضيع أدمعا

نوائح من فوق الركاب كأنها

حمام نأى عنه الخليط فرجعا

سبايا يلاحظن الكفيل مصفداً

على الرحل مغلول اليدين مكنعا

واسرتها الحامون للبيض مطعماً

وأموالها في النهب للقوم مطعما

وأَوجهها مكشوفة لعداتها

واطفالها في الذل غرثى وجوعا

إلى اللَه اشكو معشراً ضل سعيها

فجاءوا بها شنعاء تحمل أشنعا

جزا اللَه تيماً واللئيمة اختها

عن المصطفى شر الجزاء وأفضعا

فاقسم لولا بغيها وفجورها

وغصب علي ما ادعاها من ادعى

ولا راح يدعى حجة اللَه في الورى

يزيد فيعطي من يشاء ويمنعا

ولا راح يوم الطف سبط محمد

لدى القوم مطلول الدماء مضيعا

وكانت بنو حرب أذل وجمعها

أقل ولا شمت به العز أجدعا

دعتها نفاق الدهر حتى تراجعت

نكوصاً على الاعقاب لن تتنعنعا

فقامت على رغم المعالي امية

بنقض الذي قر ابرم المجد ولعا

أباحت لهم افعالهم سنن الأولى

وعهد عليه سالف الدهر أجمعا

أتاها يزيد بالذي فجرت به

وكر على آثارهم متوسعا

فمن ناشد تيماً على ضعف رأيها

وقبح الذي أبدى أخوها وابدعا

خليلي قولا وانصفا واسئلا الذي

تبرعها عن أي وجه تبرعا

بأي بلاء كان منه اغصه

بمر المنايا مقدماً فتجرعا

بادبارهم يوم اليهود وفرهم

غداة ابن ود قارعا ومقرعا

ولم تر في الإسلام تيم واختها

لها ناجماً في افق مجد تطلعا

أقل عناء في العلا جاهلية

واخفظ في الاسلام قدراً واوضعا

وما برحت ذلاً تشم باجدع

وترنوا بعماء وتسطوا باقطعا

مسودين اذناباً جاهلية

تسدد نصلاً حين تغرق منزعا

وكل على الإسلام غطى عيوبها

كما ان ضوء الشمس غطاه لعلعا

فباتت له ترعى الغوائل لا ترى

له مضجعاً إلا تمنته مصرعا

فماذا الذي ترجوه لو عاد عودها

على بدؤها في الشرك لو ثم من وعا

وما ضربت في الفضل أيام شركها

بسهم ولا قامت مع القوم مجمعا

بني المصطفى باخير من وطأ الحصى

وأكرم من لبى وطاف ومن سعى

ويا خير من أم المروعات ركنة

فامتها مناً وراع المروعا

ويا خير من أمته غرثى سواغباً

فاطعمها عذب النوال فاشبعا

ويا خير من جاءته ظمئاً نواهلا

فاصدرها ري القلوب فانقعا

ويا خير من يرجو المسيئون عفوه

فاولى به الصفح الجميل وأوسعا

سما رزؤكم كل الرزايا كما سما

على كل مجد مجدكم وترفعا

فاحرزتم الغايات في كل حلية

فقصر عن مسعاكم كل من سعى

سوابق في الهيجا سوابق في الندى

سوابق ان صد الخصام المشيعا

فوارس يوم البحث والخصم مانع

فاجلب صعب النقض قصداً وجعجعا

مصابكم اضنى فؤادي من الأسى

وازعج عيني أم تنام فتهجعا

إذا ذكرت نفسي عظيم مصابكم

تقسمها الشجو العظيم ووزعا

فقلبي لحر الوجد لم يفت صالياً

وطرفي بماء الدمع ريان منقعا

أروح بأنفاس السليم توجعاً

واغدوا بتذكار السقيم تفجعا

وهل ندم يجدي على فوت نصركم

كما نصركم في العالمين مشفعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هاشم الكعبي

avatar

هاشم الكعبي

العصر العثماني

poet-Hashim_al-Kaabi@

18

قصيدة

0

متابعين

هاشم بن حردان بن إسماعيل الكعبي، من بني كعب (المرجح أنهم من بني خفاجة). الميلاد والوفاة وُلِد في بلدة دورق (منطقة الأهواز، خوزستان). تُوفي في مدينة النجف (العراق) سنة 1231هـ -1816م النشأة والتعليم نشأ في ...

المزيد عن هاشم الكعبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة