الديوان » مصر » فخري أبو السعود » البدر فض غياهب الديجور

عدد الابيات : 25

طباعة

البَدر فَض غَياهب الدَيجور

وَأَذابَ لَجة بَحرِهِ المَسجور

أَضفى عَلى وادي المَنية رَوعة

مِن صَوب ضُوء سال كَالبللور

فَاِزدادت الأَجداث فيهِ مَهابة

لَما اِنجَلَت في نُورِهِ المَنثور

قَرت وَقَرت سامِقات حَولَها

عَطلن مشن نسم وَسجع طُيور

فَكَأَنَّها في صِيتِها وَمُثولها

أَشباح واد نازح مَسحور

وَأَوى الظَلام إِلى خَرائب مَنزل

خَلف القُبور مهدم مَهجور

مقو مِن الأَحياء وَلِمَوتى فَلا

هُوَ في القُبور يَرى وَلا في الدُور

وَأَتيت متئد الخُطى مُتأنيا

أَنسل بين حَفائر وَقُبور

أَجتالا في وادي المُنون مطهرا

لِلنَفس فيهِ أَيما تَطهير

مُتَذَكِراً فيهِ وَكَم مِن عِبرة

لِمَن اِبتَغى فيهِ وَمِن تَذكير

حَيث الصَعيد جَماجم وَمَعاصم

وَحياة صَباب وَأَعيُن حُور

حَيث اِنطَوَت سَير خَوال وَاِنتَهَت

أَشغال أَجيال وَحَرب عُصور

وَخَبت مَعارك لَم يُكفكفها سِوى

حَملات جَيش لِلحَمام مُغير

وَخَبا ضرام مَحبة وَعَداوة

وَهُموم أَفئِدَة وَداء صُدور

أَستخبر الأَجداث عَما اِستَودَعَت

مِن كُل مَنخوب بِها مَنخور

ماذا صَنَعنَ بِفاتن وَمُنعم

وَجَليل شَيب جاءَها وَصَغير

كَم غَيَبت مَن كانَ مَطمح مُهجة

وَمَناط آمال وَعقد أُمور

طَوَت الأَليف فَإِذ بَكاه إِلفه

ثَنَت بِرَب المَدمَع المَنثور

سَأَجئ هَذِهِ الدار يَوماً لاحِقاً

مَن غادَروا بِالقَلب برح سَعير

وَمخلفاً بِعدى حَزيناً موجعا

يَبكي بِدَمع لِلفراق غَزير

يَبكي وَما عبراته في أَوبَتي

بِالشافِعات وَلا الرَدى بِعَذير

وَتَقر في تِلكَ الغيابة أَعظمى

مِن بَعد كَد دائب مَكرور

يَسلو بِها قَلبي قَديم مَآربي

كانَت وَيَنزَع عَن أَسى وَحبور

غَفلان عَن سال لِذكرى جامد

أَو جائد بِفؤاده المَفطور

وَيَطل ذاكَ البَدر فَوقي زاهِيا

يَجلو سَناه غَياهب الدَيجور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فخري أبو السعود

avatar

فخري أبو السعود

مصر

poet-Fakhri_Abu_al-Saud@

15

قصيدة

1

متابعين

فخري أبو السعود (1909-1940): الشاعر المأساوي الذي حوّل الألم إلى إبداع نشأة وتعليم وُلد عام 1909 في بنها بمحافظة القليوبية، مصر تخرّج من مدرسة المعلمين العليا بالقاهرة عام 1931 (القسم الأدبي) حصل على بعثة ...

المزيد عن فخري أبو السعود

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة