الديوان » العراق » مهدي الحجار » فالقول بالعدل أساس يبتنى

عدد الابيات : 37

طباعة

فالقولُ بالعدلِ أساسٌ يُبْتنى

عليه علمٌ فيه كشفُ البُهَمِ

وفيه معراجُ الهدى، وفيه من

هاجَ التقى، وفيه كشفُ الغُمَمِ

وخيرُ ميزانٍ، ولولاهُ لما

مُيِّزتْ بين مؤمنٍ ومُجرمِ

أنكرَ حسنَ القولِ قومٌ قدْ رأوْا

عقولَهم في حسنِهِ لم تحكُمِ

يا عقلُ إن لم تُدركِ الحسنَ، ولا

القبحَ، فلا كنتَ جمالَ الأمَمِ

أجلْ، يا عقلُ، كراماتُك عنْ

هذا الذي يُؤدي بكلِّ الشِّيَمِ

بالصدقِ، والوفاءِ، بالإحسانِ، والا

نصافِ، بالعطفِ، وحفظِ الذِّممِ

بالملكِ، والنظامِ، بالتشريعِ، والا

حكامِ، بالتعليمِ، والتعلُّمِ

قاعدْ وقلْ بالعدلِ في تنزيهِ من

سواكَ عنْ وصفِ هوى مذمَّمِ

لا يفعلُ القبيحَ، لا يُريدهُ،

يفعلُ للأغراضِ، لا عنْ سَدَمِ

واللطفُ بالعبدِ عليه واجبٌ

في كلِّ فعلٍ صالحٍ ومأتمِ

والنفسُ في أفعالِها مختارةٌ

وذاكَ فيضُ بحرِهِ الملتطِمِ

حاشَ الجوادَ ذو الغِنى أن يجعلَ

العبدَ أسيرًا كالجوادِ المُلجَمِ

ويَنتفي التكليفُ والتعويضُ عندَ

الجبرِ، والتكليفُ خيرُ مغنَمِ

هل يقبلُ الإنسانُ، وهو أشرفُ الـ

ـمخلوقِ، أن يبقى سُدى كالنَّعَمِ؟

وإنما التكليفُ لطفٌ واجبٌ

على الإلهِ ذي الغِنى والكرمِ

فهوَ الذي يُقرِّبُ العبدَ إلى الـ

ـخيرِ، ويهديه لنيلِ النِّعَمِ

يُمهدُ النظامَ في مجتمعِ الـ

ـناسِ، ويُصلحُ ائتلافَ الأمَمِ

ومنْ هنا باللطفِ صارَ واجبًا

بعثُ رسولٍ بالرشادِ مُلهَمِ

يُبلغُ الناسَ، ويهديهمْ إلى

نهجِ الصلاحِ، والصراطِ الأقوَمِ

يرأسُهمْ لحلِّ مشكلاتهمْ

وكشفِ ما يَنُوبُهمْ في البُهَمِ

عن الهدى ينطقُ، لا عن الهوى

وليس بالكاهنِ المُنَجِّمِ

حيثُ الخصامُ منْ لوازمِ الورى

وبسواهُ عنهمُ لم يُحسَمِ

وحيثُ إنَّ الظلمَ منْ عاداتِهمْ

ومنْ هوَ الحرُّ الذي لم يَظلِمِ؟

وحيثُ إنَّ الناسَ لا بدَّ لها

من مرشدٍ إلى النعيمِ الأدومِ

قد خلقَ اللهُ الورى للفوزِ في

دارِ البقاءِ، لا للشقا والنِّقَمِ

وحيثُ إنَّ النفسَ تحتاجُ إلى

تربيةٍ، إن لم تنلْها، تندمِ

وحيثُ إنَّ العلمَ جهلٌ كلُّهُ

ما لمْ يكنْ متصلًا بالأعلَمِ

وحيثُ إنَّ الفكرَ كمْ تناقضتْ

أحكامُهُ، ولم يجدْ منْ حَكَمِ

وقيل إنَّ العقلَ لا يحتاجُ للرُّ

سُلِ، فما أوهى رأيَ البرهمي!

فكمْ من الأمورِ ما يعجزُ عنْ

ه العقلُ في حجابِهِ المُستحكِمِ

وكمْ كبيرٍ لا يَحومُ حولهُ الـ

ـعقلُ، ولا يزورُه في حُلُمِ

ـوكمْ من الأمورِ ما تلتبسُ الـ

ـوجوهُ فيها، بالتباسٍ مُبهمِ

وكمْ من الأمورِ ما يلتبسُ الـ

ـتعديلُ فيها، باضطرابٍ موهِمِ

والعقلُ نِبراسٌ، فإنْ عاثتْ بهِ الأ

هواءُ، لم يَسطعْ بداجي الظُّلَمِ

لكنْ عقلُ الرسلِ نجمٌ ثاقبٌ

لمْ يبقَ شيطانٌ بهِ لم يُرْجَمِ

مؤيَّدٌ بالوحيِ، معصومٌ بهِ،

بنورِهِ يهدي الذي لمْ يَعصِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهدي الحجار

avatar

مهدي الحجار

العراق

poet-Mahdi-Al-Hajjar@

32

قصيدة

6

الاقتباسات

1

متابعين

مهدي الحجار (1900 - 1939)م. هو الشيخ مهدي بن داود بن سلمان بن داود، الشهير بالحجار، فقيه شيعي وأديب شاعر عراقي. وُلد في ناحية الحيرة التابعة لمحافظة النجف سنة 1322 هـ ...

المزيد عن مهدي الحجار

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة