الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » أيها السائرون بالوفد ليلاً

عدد الابيات : 77

طباعة

أيها السائرون بالوفد ليلاً

خبرونا عن وفدنا أين ولَّى

ما قضينا للوفد حق وداع

يوم جدت به النوى فاستقلَّ

لو وجدنا إلى الوداع سبيلاً

لمهدنا الخدود للركب سبلا

أو ملكنا يوم الوداع خياراً

ما نأى ظاعن ولا شد رحلا

وحبكنا على الكريهة سوقاً

ترجع العاتي العزيز أذلا

مر عهد الهوان لا عاد عهد

كان ويلاً على البلاد وخبلا

مر عهد الهوان كم جر فيه

أهل مصرٍ الضيم قيداً وغلا

أيها السائرون بالوفد أسرى

أرعيتم لنا ذماماً وإلّا

غادى السحب إن مررت بأرض

حلها وفدنا فقف حيث حلا

واسق دار الأثار من أدمع السيـ

ـل غزاراً إن شئت أن تستهلا

واقرأ القوم أننا قد كتبنا

عهدهم آيةً مع الذكر تتلى

وأسلنا له النفوس مداداً

فهي تجري دماً إذا الموت أملى

يادماء الشباب تجري على الأر

ض جساداً به ثرى مصر يطلى

ما لباريس لا ترى أهل مصرٍ

بين أهل السلام للعدل أهلا

كل شعبٍ له مؤتمر الصل

ح نصيرٌ من البعوث ومولى

ليت شعري فهل أتاه كتابٌ

أو تلقى من جانب النيل رسلا

أودرى أننا نراد اختلاساً

في بياض النهار والشمس تجلى

سفراء الملوك ضجة مصر

حولكم من زمازم الرعد أعلى

كم رفعنا إليكم في شكاةٍ

حجة كالصباح أو هي أجلى

وسألناكم البلاغ فلم نس

مع جواباً يرد في الغمد نصلا

إن للنيل ذمةً وعهوداً

هي دينٌ عليكم وليس يبلى

لو حقنتم تلك الدماء اللواتي

أهرقتها بنادق القوم سبلا

كان سهلاً عليكم أن تصونوا

انفساً وردها الردى كان سهلا

أيها القائد المدل علينا

قاتل اللَه من علينا أدلا

صلفٌ بين أهل مصر وعجبٌ

كان هذا بأرض بلجيك أولى

صلف جد في مواطن هزل

فإذا جد جدها عاد هزلا

علم الناس أن مصر بلاد

لم تكن للحروب والسيف قبلا

منعتها الأيام حمل المواضي

وهي زين السيوف هزاً وحملا

فلم الكبرياء بين أناس

تركتهم حوادث الدهر عزلا

أيها القائد الذي حير السي

ف بدار الأمان شيماً وسلا

علم الخيل كيف تختال في غيـ

ـر بلاد لم تجر للحرب خيلا

إنما يحمد المخيلة يومٌ

أشرف الموت فوقه أو أطلا

ما لمصر تجزى جزاءً سنما

ر لديكم وبالدنية تبلى

وأراكم لولا بنوها سقيتم

من حياض المنون علا ونهلا

سائلوا الشام هل بغير بنينا

جبتم الوعر من فلسطين سهلا

أو مددتم بغير أبناء مصر

في بلاد العراق للفوز حبلا

إبل مصر وأتنها تعرف الفض

ل عليكم لا تنكر العجم فضلا

لو درى النيل ما سيلقى بنوه

حرم الأرض غيرةً أن تغلا

كم ظفرتم منه بما عجب التا

ميز عنه وناء بالعبء حملا

كل عامٍ تجبي إليكم حبوبٌ

تفضح الجاريات وزناً وكيلا

وقناطير من نضار يوافي

كم بها القطن كل عام أهلا

نعمٌ لو أردتموهن شكراً

ما وفيتم منها القليل الأق

ما جهلتم لمصر فيها صنيعاً

إن تقولوا قد ينكر الفضل جهلا

أنيتم لمصر ما منحتكم

من هبات ما جواوزت بعد حولا

أم نسيتم أبناءها يفتك المو

ت بهم في الوغى وباءً وقتلا

واسألوا الترك هل سلكتم سبيلا

أو فتحتم بلا بنى مصر قفلا

إن تقولوا إنا بني الحرب نصلي

من أردنا بها المنايا فيصلى

فاسألوا الدردنيل كيف لقيتم

فيه يوماً أدهى من الحشر هولا

سائلوا تلك المواطن عنكم

فهي أوعى منكم وأفصح قولا

يوم ترمي بكم إلى الموت آجا

لٌ تساقونها رعيلاً وإجلا

ذاك وادي الجحيم سميتموه اس

ماً على ما لقيتم فيه دلا

ونزلتم من بعده وادي المو

ت فكانت لكم به النار نزلا

بين جيش يميع تحت شواظٍ

مثل ما تسلأ الدان فتسلى

وأساطيل كالجبال قهذاً

طائح بالردى وذاك تولى

يحسد الهالك الأسير ويدعو

من نجا صبحه ثبوراً وويلا

كل نفسٍ لها من الهول شغل

وكفى بالحمام للنفس شغلا

واسألوا إن أردتم جيش هند نبـ

ـرج عنكم يخبركم القول فصلا

إذ تلقونه بغير قلوبٍ

ذهب الخوف بالقلوب ولى

في جموع كالليل تزجى نعاجاً

سبحت في مسارح الموت غفلا

رصدتها من جانب المنش أسد

خلقت للوغى فروعاً وأصلا

دربوا كالبزاة في قنص الطيـ

ـر وجن البدى فتكاً وغولا

فأداروا بكم رحاها طحوناً

تأكل الناس بالقنابل أكلا

طاحت الروسُ في شواظ المرامي

واحتواها البوار علوا وسفلا

وظننتم رومانيا مثل روما

فجعلتم لها من الحلف كفلا

ومددتم لها أكف صريخ

علها تكشف البلاء لعلا

فاستطاروا مع المنايا وذاقوا

ثمرات الغرور خسفاً وذلا

وجرى قبلها على الضرب يوم

فيه زالوا على عالم الملك زولا

كم خدعتم أبناءهم بثناء

يختل الغر في الكريهة ختلا

إن دعوتم ذئاب رومانيا أسـ

ـداً علتم زعانف الصرب بسلا

فسقاهم مكنزن الموت وحياً

وطواهم كما طويت السجلا

ما انتفعتم بهم ولم تنفعوهم

وتخلى عن حلفه من تخلى

هل أفاءوا عليكم ما أفاءت

مصر من فضلها سخاءً وبذلا

ظنكم أولياؤها أهل بر

في وفاء العهود قولاً وفعلا

فسخوا بالنفيس والنفس ظنو

كم لبذل النفيس أهلا

فإذا مصر عندكم ويح مصر

لا تساوي بالصرب وزناً وعدلا

معشر الإنجليز مصر لأهليـ

ـها ومن ظن غير ذلك ضلا

معشر الإنجليز مصر استقلت

وجديرٌ بالنيل أن يستقلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة