الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » صريف المنايا أم صليل الصوارم

عدد الابيات : 33

طباعة

صَرِيْفُ المَنَايَا أَمْ صَلِيلُ الصَّوَارِمِ

وَلَيْلُ الرَّدَى أَمْ نَقْعُ تِلْكَ المَلَاحِمِ

تَمُوجُ بِهِ الهَوْجُ الخُطُوبُ وَتَحْتَهُ

صَوَاعِقُ نِيرَانٍ دَوَاهٍ دَوَاهِمِ

تُصَرِّفُهَا فِي كُلِّ حِصْنٍ وَمَعْقِلٍ

أَكُفُّ الرَّدَى عَنْ كُلِّ أَسْفَعَ جَاثِمِ

مَدَافِعُهَا عَمْيُ المَرَامِي إِذَا رَمَتْ

رَمَتْ، لَمْ تُمَزْ ذَا شَكَّةٍ مِنْ مَسَامِ

وَإِنْ غَضِبَتْ فِي مَوْقِفِ الهَوْلِ خِلْتَهَا

نَبِيَّ الجِنِّ ثَارَتْ فَاغِرَاتِ الخَيَاشِمِ

يَشُولُ بِأَشْلَاءِ الكُمَاةِ لُعَابُهَا

فَهُنَّ بِأَعْلَى الجَوِّ بَيْنَ الحَوَائِمِ

فَمِنْ هَامَةٍ تَهْوِي إِلَى جَنْبِ حِدْأَةٍ

وَجِذْعٍ تَرَاهُ طَائِرًا فِي القَشَاعِمِ

كَأَنَّ مَرَامِيهَا ضَمَائِرُ عِصْبَةٍ

تَجَمَّعَ فِيهَا كُلُّ بَاغٍ وَآثِمِ

رَمَوْا غَرَضَ العِدْوَانِ عَنْ قَوْسِ فِتْنَةٍ

إِذَا ضَرِمَتْ كَانَتْ بَوَارَ العَوَاصِمِ

فَإِنْ حَسِبُوا الإِسْلَامَ لَانَتْ قَنَاتُهُ

فَمَا زَالَ دِينُ اللَّهِ صُلْبَ المَعَاجِمِ

عَدَوْا طُورَهُمْ فَاسْتَضْعَفُوا لَيْثَ غَابَةٍ

وَعَاثُوا فَسَادًا فِي القُرَى وَالعَوَاصِمِ

يَسُومُونَ ضُعْفَاهَا العَذَابَ مُبَرِّحًا

وَيَغْلُونَ بَغْيًا فِي انْتِهَاكِ المُحَارِمِ

فَمِنْ حُرَّةٍ تَبْكِي عَفَافًا هَفَتْ بِهِ

يَدُ البَغْيِ مِنْ تِلْكَ الأَكُفِّ الظَّلَامِ

إِذَا صَرَخَتْ فِي الخِدْرِ لَمْ تَرَ نَاصِرًا

وَإِنْ تَسْتَغِثْ لَمْ تَلْقَ رَحْمَةَ رَاحِمِ

وَطِفْلٍ يُعَانِي سَكْرَةَ المَوْتِ فِي الظُّبَى

وَيَكْرَعُ مِنْ كَأْسِ الرَّدَى عَيْرٌ هَائِمِ

إِذَا مَا بَكَتْهُ أُمُّهُ فَتَكَتْ بِهَا

ذُبَابَةُ هِنْدِيٍّ مِنَ البِيضِ صَارِمِ

بَوَاكٍ يُذِيبُ القَلْبَ رَجْعُ أَنِينِهَا

وَتَجْرِي لَهَا حُزْنًا دُمُوعُ الغَمَائِمِ

فَلَبَّيْكِ لَبَّيْكُمْ قَضَى السَّيْفُ حُكْمَهُ

وَلِلسَّيْفِ فِي يَوْمِ الوَغَى خَيْرُ حَاكِمِ

وَيَا رَبَّ عَيْنٍ ضَلَّتِ الحَقَّ أَبْصَرَتْ

سَنَا الحَقِّ مِنْهُ بَيْنَ حَدٍّ وَقَائِمِ

تَعَامَى بَنُو البَلْقَانِ عَنْ مَنْهَجِ النُّهَى

لِخَوْضِ عُبَابِ الفِتْنَةِ المُتَلَاطِمِ

وَأَغْرَى بِهِمْ أَنَّا حَفِظْنَا عُهُودَهُمْ

وَلَا عَهْدَ إِلَّا لِلْخِفَافِ الصَّوَارِمِ

عَلَيْنَا عُهُودٌ لِلْمَوَاضِي قَدِيمَةٌ

نَفِيْهَا عَلَى رَغْمِ الأُنُوفِ الرَّوَاغِمِ

إِذَا وَرَدَتْ هَامَ المُلُوكِ أَكُفُّنَا

بِهِنَّ ظِمَاءً عُدْنَ غَيْرَ هَوَائِمِ

وَلِلْخَيْلِ مِنَّا ذِمَّةٌ لَا نُضَيِّعُهَا

رَعَيْنَا لَهَا حَقَّ العِتَاقِ الصَّلَادِمِ

نَخُوضُ بِهَا لُجَّ المَنَايَا عَوَابِسًا

وَنُوْطِئُهَا هَامَ الذُّرَى المُنَاسِمِ

بِكُلِّ فَتًى يَغْشَى عَلَى اللَّيْثِ غَابَهُ

بَصِيرٍ بِإِرْغَامِ اللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ

بَصِيرٍ بِحَبَّاتِ القُلُوبِ سِنَانُهُ

وَمُخَذِّمُهُ طِبٌّ بِضَرْبِ الجَمَاجِمِ

تَسِيرُ المَنَايَا فِي ذُبَابِيهِ حَفْلَةً

إِلَى كُلِّ جَيَّاشِ الحَصَى وَالزَّمَازِمِ

إِذَا اقْتَحَمَ الهَيْجَاءَ لَمْ يُعْدِ كَبْشَهَا

بِصَارِمَةٍ مِنْ ذِي غِرَارَيْنِ صَارِمِ

إِذَا خَطَرَتْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ لَمْ يَرُمْ

مُجَرَّ العَوَالِي بَاسِمًا غَيْرَ سَاهِمِ

وَإِنْ مَا تَقَاضَتْهُ العُلَا بِذَلِ نَفْ

سِهِ رَأَى بَذْلَهَا فِي اللَّهِ خَيْرَ المَغَانِمِ

إِذَا مَا اسْتَمَدُّوا لِلْعَظَائِمِ أَقْبَلُوا

يَمُدُّونَ مِنْ أَيْدٍ عَوَاصٍ عَوَاصِمِ

وَإِنْ عُرِضَتْ غُرُّ المَنَاقِبِ أَسْرَعُوا

إِلَى وَرْدِهَا بِالمَاضِيَاتِ العَزَائِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة