الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » أمانا لصب لا يقاس به صب

عدد الابيات : 31

طباعة

أَماناً لِصبّ لا يُقاس بِه صبّ

فَما كِبده كبدٌ وَلا قَلبُهُ قَلبُ

أَماناً لِمَكبودٍ جَريحٍ بِكبده

وَما مَسَّها جرحٌ وَلا مَسَّها ضَربُ

أماناً لِمَفؤودٍ سَطيح كَميّت

أَطِبّاؤُه حارَت وَحار بِهِ الطَبُّ

أماناً أَماناً من زَمانٍ يَقولُ لي

وجودك ذنب لا يُقاس بِهِ ذَنبُ

زَمانٌ به ضاقَت عَلى الحرّ سُبله

فَلا شَرقُهُ شَرق وَلا غربه غربُ

زَمانٌ به ضلَّت عَن الخَيرِ أهله

فَلا عُجمهُ عُجمٌ وَلا عُربه عربُ

زَمانٌ تَساوى سِلمُه وَحُروبه

فَلا سلمه سلمٌ وَلا حربه حربُ

زَمانٌ بِهِ يُنعى عَلى النَدبِ فضلُه

وَيُندَب ميتٌ أَنَّهُ الفاضِل النَدبُ

وَلمّا دَهاني مثل أيوب ما دَهى

وَلَم يَبقَ لي جَنبٌ يُقالُ لَهُ جَنبُ

صَبَرتُ وَكان الصَبرُ بَعض سَجِيَّتي

لَدى الكَرب إِذ بِالصَبر يَنفَرج الكَربُ

وَلكِن نَذيرُ المَوتِ قَد حلّ ساحَتي

بِدار غُرورٍ مِلؤُها اللَهو وَاللعبُ

وَلم أَتَأَهَّب قَبلَ ذا لِلِقائِه

وَما ليَ أَعمال بِها يرتَضي الربُّ

لَجَأت إِلى خَير النَبِيّين راجِياً

شَفاعَته العُظمى وَقد عَظم الذَنبُ

وَقُلت رَسول اللَّهِ أنتَ وَسيلَتي

إِلى اللَّهِ في يَومٍ بِهِ يُذهَلُ اللبُّ

تَشفَّع أَبا الزَهراء يا خَير شافِعٍ

بِهِ تُكشَفُ الجُلّى وَيُستَسهَل الصَعبُ

تشفّع بعبدٍ ما لَه من وَسيلَةٍ

سِوى أَنَّه عَبدٌ بِحُبِّكُم صبُّ

أَجِرهُ فَقَد ضاقَت مَذاهِبُه بهِ

وَأَنتَ لَهُ مِمّا أَلَمَّ بِهِ حَسبُ

أَجِرهُ فَقَد ضاقَ الخناق وَما له

سِوى جاهك العالي كَفى جاهَك الرَحبُ

تَدور رحى الأَيّام في كُلّ نازِلٍ

وَأنتَ لَنا في كَشفِ نازِلها قطبُ

وَلمّا اِلتَمستُ الفَضلَ من خَيرِ مفضل

وَمورد طه المصطَفى المَورِدُ العَذبُ

سرى سِرُّ مَن أهوى بِقَلبي وَمُهجَتي

فَطِبتُ وَخير الطب أَن يَنجَح الطبُّ

وَأَورقَ عودي بعدَ ما كانَ ذابِلاً

وَأَصبَحَ غُصناً دونَه الغُصُنُ الرَطبُ

وَلا غَروَ أن رُدَّت ليَ الروحُ ثانِياً

فَروحيَ من روحِ الوُجودِ هي الوَهبُ

حَبانيَ حَباتٍ من الرَملِ في الكَرى

فَكانَ شفاء الرمل ذيالك الحبُّ

وَما نِلته إِلّا بحبّ جنابِهِ

فَلِلَّهِ حبات حَباني بها الحِبُّ

وَكَم نالَني من فَيضِ فَضل نَوالِه

سَحائِب إِحسانٍ تتابعها سُحبُ

كَفى ذِكرُه شُكراً لمن كانَ ذاكراً

وَبِالذِكر لا النسيان يَرتَسِخ الحبُّ

إِلهي بسرّ الذّات جُد لي بِتوبَةٍ

نُصوحٍ فَلا يَبقى مع التوب لي ذَنبُ

وَحَقِّق مُنى قَلبي بِزَورَة أحمدٍ

فَلِلَّهِ قَلبي لِلزِيارَة كَم يَصبو

أَحِنُّ حَنيناً أَن أَعودَ لِرَوضَةٍ

أذوبُ لها وَجداً وَيا حبّذا الذوبُ

وَصلِّ عَلى طه صَلاتَكَ دائِماً

وَآل وَصحب حبذا الآل وَالصَّحبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

35

قصيدة

4

الاقتباسات

0

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة