الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » سموت بنفسي للعُلى عل أبصر

عدد الابيات : 27

طباعة

سَموت بنَفسي لِلعُلى عَل أبصر

وَأدرك سرَّ الكائِنات فَيَظهرُ

تَبارَكتَ يا رباه نور بَصيرَتي

لِيُشرق في نُعماكَ منّي التفكّرُ

فَما الفَخرُ إِلّا لِلَّذينَ تَنوّرت

بصائِرُهم وَالشَيءُ بالشيءِ يُذكرُ

وَإِنّي وَإِن أوتيت صفوَ سَريرَةٍ

أجاهد فيها النَفس سرّاً وَأَجهَرُ

وَأوتيت لطفَ الوصف منها لصفوِها

وَمنطقَ طير الشعر حيث يصورُ

فَلَست لِعُقباها ضميناً وَإِنَّني

عَلى مِثلِها كَم ذا أَخافُ وَأَحذَرُ

شهدت بها ما لم يُشاهدهُ مَعشَري

وَأَبصَرتُ ما لم يُبصِروا فتحيّروا

يا مَن رَأوا أَن يدركوا سرّ ما أَرى

دَعوني وَشَأني أَو تَعالوا فَأَبصِروا

خزانة سري كم حوَيتِ معارِفاً

بِإِرسالِ فِكري في الوجودِ يفكرُ

تخيّلَ أَشياءً فَكانَت حَقائِقاً

وَفي الأَرضِ آياتٌ لِمَن يتبصَّرُ

تبصَّرت في العُقبى ووجهت وَجهتي

إِلى اللَّهِ فيها عَل عقباي تُشكرُ

فَيا بصري هَل كنت لَولا بصيرَتي

لتبصِرَ في الأَكوان ما أَنت مُبصِرُ

وَيا بَدر لَولا هذه الشَمس لم تزل

تمدّك بِالأَنوار هل كنت تبدرُ

إِذا سرت في أَمر فسر عَن بَصيرَة

لك الفِكرُ منهاجٌ لك القَلبُ محورُ

يَدورُ علَيه العقل وَهي تديرُه

بِنورِ إِلهي وَكلٌّ ميسّرُ

فَلَولا هداها وَالحَقيقَةُ نورُها

لَضَلَّ بِظلماء الخَيال التَصوُّرُ

وَلَولا اِعتِبار تنجلي مِنهُ حِكمَةٌ

لما كانَت الأَسرار في الكَونِ تظهرُ

وَذانك بُرهانان لِلمَرء إِنَّهُ

له كُلُّ شَيء في الوُجود مسخَّرُ

فَطوبى لِمَن قَد كان بِاللَهِ عارِفاً

وَلِلنَفسِ في الطاعاتِ يَنهى وَيَأمرُ

فَما وَسع الرحمنَ أرضٌ وَلا سَما

وَقد وَسع الرحمنَ قلبٌ منَوَّرُ

وَلما رَأَيت الكون في مَظهر الفَنا

وَلَم يبقَ إِلّا اللَه وَاللَهُ أَكبَرُ

وَلم أَرَ مِثلَ الحبّ لِلخَيرِ مورداً

وَحُبُّ رَسولِ اللَهِ وِردٌ وَمصدرُ

صَفَوتُ بِصَفوِ الحبُّ فيه لَعَلَّني

أُقابِلُ فيض الفيضِ منه فَأَصدرُ

وَللمدد الفَياض سُبلٌ كَثيرَةٌ

ترادُ وَسبل الحبِّ في اللَهِ أَكثَرُ

وَما كنتُ لَولا قطرَةٌ من بحاره

لأَشعر بِالحُبِّ الَّذي أَنا أَشعُرُ

عَليه صلاةُ اللَهِ وَالآلِ سرمداً

وَصحبٍ كِرامٍ فَضلُهُم لَيسَ يُحصَرُ

مدى الدَهر ما أَملت خيراً بجاهه

وَقُمت بِنَيل الخَيرِ لِلَّهِ أَشكُرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

35

قصيدة

4

الاقتباسات

0

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة