الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » حكم النسا وإمارة الصبيان

عدد الابيات : 32

طباعة

حكم النِسا وَإمارَةُ الصِبيانِ

سببُ الهَوانِ وَعِلَّةُ الخُسرانِ

رزآن مجتمعانِ في أَيّامِنا

فَالمشرِقان لِذاكَ يَنتَحِبانِ

غَمر القُلوب أَسىً فمن لفجيعةِ الـ

ـإِسلامِ أدمت مُقلَةَ الإيمانِ

لِلَّهِ خطبٌ فادِحٌ لَولا التُقى

هَدَّ القُوى من كلّ ذي وجدانِ

وَقَضى على الأوطان لَولا أَنَّهُ

لا بُدَّ لِلإِسلامِ من أَوطانِ

فَاللَهُ قَدَّر ما يَشا وَبِلُطفِه

أَبقى لَنا ما كانَ في الإِمكانِ

فَلنَعتَصِم بِاللَهِ جلَّ جَلالهُ

ننجُ وَنَأمنُ طارئ الحدثانِ

وَلنقتفي أثرَ النَبِيِّ بَهديه

خَيرُ الهُدى ما جاءَ في القُرآنِ

لا أَنسَ لَيلَة بِتُّ مُهتَمّاً بهِ

وَالإِهتِمامُ عَلامةُ الإيمانِ

وَالحُزنُ منّي بالِغ ممّا جرى

وَأَثارَ فيَّ كوامِنَ الأَحزانِ

لَم أَغفُ مفتَكِراً ببطلان الَّذي

شاهدتُهُ ناهيكَ بِالبُطلانِ

لكِن سَهَوت فَشِمتُ في سنة الكرى

بَرقَ الحمى العالي أجلّ مكانِ

برقٌ تَأَلَّق فَاِستَنار الكونُ من

معناهُ وَالأَنوارُ ذاتُ معانِ

بَرقُ الحمى العالي لأشرف مرسلٍ

أَمر الأَنام بِطاعَة الديّانِ

خير الخيار المُصطَفى نور الهدى

وَالرَحمَة العُظمى من الرَحمنِ

وَرَأَيت حولَ مَقامه الشَيخَين مِمـ

ـما قَد دَها الإِسلامَ يَنتَحِيانِ

وَيَقولُ صاحِبُهُ العَتيقُ تَحَرُّقاً

وَتَلَهُّفاً مِمّا يُعاني العاني

من ذا يُطَبِّق سيرة المُختار في الـ

ـأقوال وَالأَفعالِ وَالوجدانِ

فَالآن جَدَّ الجَدُّ في أَمر الجِها

دِ لِنُصرَةٍ تُرجى وَنَيل أَمانِ

هذا المَقال سَمِعتُهُ وَرَوَيتُهُ

قَولاً صَحيحاً في بَديعِ بَيانِ

أَرويهِ في مَعناهُ لا في لَفظِهِ

دونَ الزِيادَة فيه وَالنُقصانِ

هذا المَقال يُشيرُ لِلحَربِ الَّتي

سَتَكون حَتماً آخرَ الأَزمانِ

ماذا أعدَّ المُسلِمون لِدَفعِها

من قوّة تطفي لظى النيرانِ

ماذا أَعدَّ المُسلِمون وَهولُها

مِمّا يشيّب أَرؤسَ الصِبيانِ

يا رَبّ عَفواً عن ذُنوبي إنّهُ

لَم يَعفُ غَيرُك عن أَثيمٍ جانِ

وَإِذا كتبتَ لي الجِهادَ مُقَدَّساً

لِنَوالِ رَضوانٍ عَلى رِضوانِ

فَاِكتُب ليَ النَصر المُبين فَغايَتي

إِعلاءُ دينِ اللَهِ في الأَديانِ

عَلّي أَرى قبلَ المَماتِ لواءَه الـ

ـعالي يرفُّ لآخر الدورانِ

وَأَظَلُّ تحتَ لوائه في طيبَةٍ

عِندَ الحَبيب المُصطَفى العَدناني

صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما قَلمٌ جَرى

أَمضى مِن البَتّار وَالمرّانِ

وَالآل وَالأصحابِ آساد الشَرى

في نصر دينِ اللَهِ كُلَّ أَوانِ

ما قلت في مَدحي لَهُم مُستَبشِراً

أَهل التُقى وَالفَضل وَالإِحسانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

191

قصيدة

9

الاقتباسات

2

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة