الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » يا طير غردت وبي ما بيه

عدد الابيات : 30

طباعة

يا طَيرُ غَرَّدت وَبي ما بيه

أَوّاهُ لَو تَدري صَباباتيه

ذَكّرتني صَفوَ حَياتي الَّتي

كانَت كَمِرآة السَما صافيه

ذَكَّرتَني والهفي عيشَةً

راضِيَةً في جنّةٍ عاليه

ذَكَّرتَني عَهد حَبيبٍ دَنا

مِنّي وكانَت دارُه نائيه

رُحماكَ يا طَيرُ فَأَمسك وَلا

تَسأَل إِذاً عَن حالَتي ماهيه

يا طَيرُ ما في العَيش إِلّا العَنا

فَاِرجَع إلى أَيّامك الخاليه

أَدنى إلى الراحة عيشُ الصِبا

لَو دامَ وَالنَفسُ بهِ راضيه

مَن لي بِيَومٍ منهُ لو عاد لي

بِساعَةٍ تمرُّ بي ثانيه

هَيهات يَصفو العَيش بَعد الصِبا

إِنّ الصَبا هَنيهة صافيه

ما مِثلُها مرَّ بِمِثلي سِوى

طيفٍ سَرى في مُقلَةٍ ساهيَه

يا طَيرُ ما الشَأن بِعيشٍ مَضى

وَما يَكون الشَأن في الآتِيَه

أَما تَرى الدُنيا بِأَدوارِها

رِوايَةً تَحتاج لِلراويه

وَالدَهر قَد أَحكم تَمثيلِها

فَهَل وَعتها أُذُنٌ واعِيَه

الكلّ فيها آخِذٌ دورَه

ماضٍ بِهِ في همَّةٍ ماضِيَه

فَخُذ بِها دَوراً حلا التُقى

وَاِمضِ خَفيفَ الحاذِ لِلتالِيَه

وَقَل إِذا بُلّغتَها آمناً

الحَمدُ لِلَّهِ عَلى العافِيه

يا طَيرُ إِنّي في الدُنا موثقٌ

لِحِكمَةٍ ظاهِرَةٍ خافِيَه

قَد هيضَ يا طَيرُ جناحي فَهل

تَنهَضُ بي في همَّةٍ عالِيَه

طِر بي إلى دار حَبيبي وَفُز

في طيبَةٍ بِالرَوضَةِ السامِيَه

وَقُل لِمَن فيها أَماناً فَقَد

أَتَيتُ بِالمُذنِبَة الخاطِيَه

تَبكي بُكا الثَكلى لِما اِنتابَها

بِالبين لا تُلفى سِوى باكِيَه

فَمن لها غَير الحَبيب الّذي

أَفضالُه وافِرَةٌ وافِيَه

يجبر كَسر الصَبّ إِذ جاءَه

وَقد هَوى يَخشى من الهاوِيَه

يَقول رُحماكَ شَفيع الوَرى

اِشفَع بِنَفسٍ في الوَرى عاتِيَه

ذلّت وَكانَت قَبل في عِزِّها

آمِرَةً بَين الوَرى ناهِيَه

وَأَصبَحَت في غُربَة في الدُنا

وَهيَ بِها عالِمَةٌ دارِيَه

تَجَرَّدَت منها وَمن أَهلِها

وَلَم تَكُن يَوماً لَها داعِيَه

فَهل تَرى تَقبلها في الحمى

إِذا اِرتَمَت مِمّا بِها شاكِيَه

عَلَيكَ وَالصَحب وَأَهلِ العَبا

خَيرُ صَلاةٍ قَد نَمت زاكيه

ما غَرَّد الطَيرُ وَناجيتُهُ

غَرَّدتَ يا طَيرُ وَبي ما بيه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

329

قصيدة

10

الاقتباسات

3

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة