الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » ضوء الأهلة أم برق الحمى ومضا

عدد الابيات : 29

طباعة

ضوءُ الأهِلَّةِ أم برقُ الحِمى ومَضى

أسالَ ما شاءَ من أجفانِنا ومضى

ضلتْ بمصدرِهِ منا العقولُ وكم

عينٍ لقد هجرتْ من أجلِهِ الغَمَضَا

ضاءتْ بلمعتهِ الأقطارُ حينَ بدَا

في الأفقِ مثلُ عمودِ الفجرِ معترضا

ضافي الذيولِ بقرصِ الشمسِ منتعلٌ

لم يخلُ أنى تجلّى من سناهُ فَضَا

ضياؤهُ أدهشَ الدنيا فهل علقتْ

بحبلِ نورِ الرفاعيِّ كفُّهُ فاضا؟

ضخمُ الدسيعةِ ميمونُ النقيبةِ من

بسرِ إرشادهِ ركنُ الهدى نهضا

ضرغامُ إقيالِ أهلِ اللهِ أشرفُ من

غابِ العِبا وبغيلِ المجدِ قد ربضا

ضاحي رحابِ الندى والدهرُ معتكرٌ

والأرضُ بالجدبِ تشكو الحرَّ والرمضا

ضحضاحُ جدواهُ أروى كلَّ منتجعٍ

ولم يخفْ شرقاً راجيه أو جرَضا

ضاهتْ خلائقهُ أخلاقَ والدِهِ

وقد غدا حبُّهُ في الناسِ مفترضا

ضراعُنا حينَ ندعو اللهَ مقترنٌ

بذِكرهِ أبداً كي نُمنحَ الغرضا

ضرارُ نفاعٌ يعتزُّ المريدُ بهِ

فما يُبالي أُولي الدهرِ أم بَغَضا

ضرّابُ هامِ العدى حامي النزيلِ فَيَا

من حاربَ الدهرَ حتى كَلَّ أو مَرِضا

ضعِ السلاحَ فما أغناكَ عنهُ وخذْ

من حبِّهِ عن دُروعٍ رَمتْها عِوَضا

ضرامُ نارِ الغضا يُطفى بندْهَتِهِ

والليثُ يَعنُو ومنهُ الهامُ قد خفَضا

ضَنَّ الزمانُ بأن يأتي بمُشبِّهِهِ

أو من يُجاري علاهُ حيثُما وفَضا

ضَفَّتْ عطاياهُ حتى كلُّ سارِيَةٍ

في جنبِ جوهرِ جدواهُ غدتْ عَرَضَا

ضمائرُ الكائناتِ استمسكتْ أبداً

بِحبِّهِ وعليهِ طرفُها اغتمضا

ضاري الأسودِ، أسودُ الغوثِ، كنْ لي من

دهرٍ أصارَ فؤادي للأسى غَرَضَا

ضيمُ الليالي وضنكُ العيشِ قد رشَقَا

قلبي بسهمينِ غالا العظمَ وانتقضا

ضنيتُ من جلِّ همٍ لا يُبارحني

يوماً وكم من مواضٍ في الفؤادِ نَضى

ضاقتْ عليّ بهِ الدنيا بما رحبتْ

حتى تصرَّمَ حبلُ الصبرِ وانقرضا

ضَمَرَ الأماني ترامتْ بي إليكَ فلا

تُردّدْ فتىً لكَ صدقُ الحبِّ قد مَحَضا

ضجّتْ عليهِ صروفُ الدهرِ فانتجعَ الـ

ـحمى ولولا رجاهُ فيكم لقضى

ضاقَ السبيلُ على قصّادِ غيرِكمُ

وقدْرُ من لاذَ فيكم قطُّ ما انخفضا

ضاعَ الشذى من ثنائي فيكمُ وصفا

لكمْ ودادي وذاكَ العهدُ ما نقضا

ضُرِّجَتْ وجنةُ أشعاري بمدحكمُ

حُسناً فأمستْ كخَودٍ وُشّحتْ غُضَضا

ضارعتْ حسانَ في مدحي لكمْ شرفاً

يا ابنَ النبيِّ وعزِّي فيكمُ انتهضا

ضممتَ شملَ طريقِ اللهِ لا بَرِحَتْ

عليكَ منهُ تحياتٌ وخيرُ رِضَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

115

قصيدة

6

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة