الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » طلعن بدورا في دجى الفاحم السبط

عدد الابيات : 29

طباعة

طلعنَ بدوراً في دُجى الفاحمِ السِّبطِ

ومسسنَ غصوناً تُزدَرى بقنا الخَطِّ

طوالعُ حسنٍ أسعدَ اللهُ طالعي

بهنَّ ولكنْ صَيَّرَ السُّقمَ من قِسطي

طغى عاذلي باللومِ فيهنَّ ضلَّةً

فأصبحَ كالعشواءِ تجهدُ بالخَبْطِ

طرحتُ ورائي نصحَ كلِّ مفنَّدٍ

بهنَّ وقابلتُ العواذلَ بالسَّخْطِ

طفِفتُ أُناجي النجمَ فيهنَّ إذْ غَدَتْ

تُذكِّرني جوزاؤه أنجمَ القِطْرِ

طرْ وبابِ سهدي والخَلِيُّونَ نومُ

ومثلي من رامَ الصوابَ فلم يُخْطِ

طفحتُ بحبِّ الغيدِ من خمرةِ الهوى

ونزَّهتُ أقداحي عن المزجِ والخَلْطِ

طربتُ بهَتْكي في هواهمْ وإنَّما

التَّهتُّكُ في صدقِ الهوى أولُ الشَّرطِ

طويتُ رداءَ النُّسكِ طوعاً بحبِّهم

وألبستُ من نَسجِ الضَّنا سابغَ المُرطِ

طمعتُ يَعطِفُ منهمْ لشكايتي

فأوجزتُ شكوى لا تُحاوِلْ بالبَسْطِ

طلبتُ مزيداً إذْ حبوني بنظرةٍ

فجوزيتُ منهمْ بالتباعدِ والشُّحْطِ

طمحنَ إلى قتلي بسُودِ عيونِهمْ

وإنَّ سهامَ الليلِ يا سعدُ لا تُخطِي

طرحتُ لها أفلاذَ قلبي وإنَّما

سُوَيْداءُهُ صينتْ بحبِّ بني السِّبطِ

طرازُ الهدى آلُ الحسينِ وحسبُكمْ

بمنْ همُ لا جِيادَ العُلى دُرَرُ السِّمْطِ

طبعتُ على الإخلاصِ في حبِّهمْ ولي

بهمْ خيرُ شيخٍ في البريَّةِ بالضَّبطِ

طبيبُ قلوبِ السالكينَ غياثُنا الرَّ

رفاعيُّ فردُ القومِ في الحلِّ والرَّبطِ

طويلُ نِجادِ الغوثِ أحمدُنا الذي

غدا لطريقِ الرشدِ أكرمَ مُخْتَطِ

طلابُ الهدى من بابِه قُرْبُ المُدَى

علينا وعاينا السدادَ فلن نُخْطِي

طريقتُهُ الزهراءُ نورٌ وحبُّهُ

شفاءٌ لمُعتلٍّ وقُرْبٌ لمُشْتَطِ

طحنتُ بهمْ عظمَ الوساوسِ عندما

ترشَّفتُ من أكوابِها خيراً سُفْنُطِ

طبائعُهُ الغرَّاءُ قد طُبِعتْ على التَّـ

ـتواضعِ والإحسانِ والعَدلِ والقِسْطِ

طباقُ علاهُ جاوزتْ ذروةَ العُلى

سُمُوّاً فجلَّ اللهُ من واهبٍ مُعْطِي

طما جُودُهُ بينَ الخلائقِ واغتدى

ندى الغيثِ عن جدواهُ أحقرَ مُنْحَطِ

طفوحُ نَداهُ كاشفٌ كلَّ غُمَّةٍ

إذا اغبرَّتِ الأقطارُ بالجدبِ والقَحْطِ

طرقتُ حمى علياهُ والهمُّ شائلٌ

بقلبي وقد أضناهُ بالشَّيْلِ والحَطِّ

طردتُ عوادي الدهرِ عنِّي بحبِّهِ

وصنتُ فؤادي من ثعابينِها الرُّقطِ

طبعتُ هواهُ في مهارقِ مهجتي

وكانَ ثناؤهُ نقطةَ الحسنِ في الخَطِّ

طلولُ رجائي آهلاتٌ بهِ وكمْ

عوائدُ جودٍ منهُ نحوي لن تُبْطِي

طنوبُ السَّخا مُدَّتْ لديهِ وإنَّهُ

لأكرمُ من يُرجى وأسمحُ من يُنْطِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

115

قصيدة

6

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة