يا مهاةُ قد نأتْ عن مقلتي

حسبُكِ اللهُ، ألا عطفٌ عليّ

يرحمِ اللهُ حبيباً راحماً

ما لهُ عنْ عهدِ منْ يهواهُ ليّ

يا لها منْ نظرةٍ أعقبها

حسراتٌ قدْ أفاضتْ عَبرتي

يا لَمي طالَ هجري للسُّكرى

في هواكمْ فارحموني يا لَمي

يتجافى جسدي عنْ مضجعي

وامتناعُ الطيفِ أقسى بَلوَتي

يا حُداةَ العيسِ ما للعيسِ قدْ

أخذتْ تطوي حزونَ الأرضِ طيّ؟

يتقاضاها حنينٌ وبكَى

أيُّ حالٍ يا ترى تشكو وأيّ؟

يمِّموهنَّ فيافي واسطٍ

واعقِلوهنَّ على خِصبٍ ووري

يا لها اللهُ دياراً أهلُها

شغلتني في الهوى عنْ كلِّ شيء

يسطعُ النورُ الرفاعيُّ بها

منْ ضريحٍ حجُّهُ فرضٌ لديّ

يستلذُّ الطرفُ مرأى تربِها

آه لوْ عفّرتُ فيهِ وجنتي

يا ترى هلْ تسمحُ الأيامُ لي

بانتشاقي طيبَ ذياكَ الشذى؟

يا رفاعيّ صِلْ حِبالي فلقدْ

نثرَ الدهرُ قُدّامي جانِحي

يا غياثَ الملتجي خُذْ بيدي

قبلَ أنْ يسقطَ وَهناً في يدي

يا سراجَ الرشدِ يا شمسَ الهدى

يا ابنَ منْ فيهِ ازدهى فخرُ لُؤَيّ

بالسِّرِّ لكْ نصطادُ بهِ

أسدَ الغابِ ذليلاً كالغَضيّ

يا إمامَ الأوليا يا منْ لهُ

مددٌ يعتزُّ فيهِ كلُّ حيّ

يرتجيكمْ نظرةَ الرُّحمى فتى

ما لهُ عنْ عهدِكمْ ميلٌ لغيّ

يستطيرُ الوجدُ قلبي كلّما

مرَّ عالي ذِكرُكمْ في أُذني

يا بني الغوثِ الرفاعيّ أنتمْ

عِترةُ المختارِ منْ آلِ قُصيّ

يا أُباةَ الضيمِ حُبِّي لكمْ

خِلّةٌ أورثتُها عنْ أبويّ

يَشهدُ اللهُ بأني صادقٌ

في هواكمْ، وهوَ إحدى حَسنتي

يافعاً هِمتُ، وطفلاً راضعاً

في معانيكمْ ومذْ كنتُ صبيّ

يا أُهيلَ الودِّ أنَّى تنكروا

ني كهلاً بعدَ عرفاني فَتيّ؟

يا لَودي ضاعَ عمري وأنا

في تَمَنِّي نظرةٍ منكمْ إليّ

يا لَودي انجزوا وعدي فقدْ

صارَ بَردُ الصبرِ أبلَى حُلَّتي

يا لَودي عنكمْ يُروي الوفا

في البرايا، ليسَ عنْ هي بنْ بي

يا لَودي كَمُلَتْ أوصافُكمْ

فحلا لي مدحُكمْ ما عشتُ حيّ