الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » علام تلومني ذات القناع

عدد الابيات : 29

طباعة

علامَ تلومني ذاتَ القناعِ

وعشقُ الغيدِ من شرفِ الطباعِ

علقتُ به مصونَ الحسنِ تَزري

حلى أخلاقهِ بحلى الصنَاعِ

عشقتُ جمالَهُ لفظاً ومعنى

فأطربُ بالعيانِ وبالسماعِ

عكفتُ على هواهُ وطالَ فيهِ

على عشّاقِ ذاتِ القُرطِ باعي

عُويذيلتي أطلتِ اللومَ جهلاً

رويدكِ واعلمي أنْ لنْ تُطاعي

عَرَتها غيرةٌ فغدتْ تُباكي

كأنَّ القلبَ يعشقُ بالخداعِ

عُويذيلتي ثقي باليأسِ مني

ولا تُبدي الملامَ لغيرِ واعِ

عذلتِ ورمتِ من قلبي مكاناً

لقد حاولتِ غيرَ المستطاعِ

عليكِ الصبرُ ويحكِ إن قلبي

مليءٌ بالهوى والالتياعِ

على أطرافهِ حبُّ الغواني

وفي سودائهِ حبُّ الرفاعي

عريقُ المجدِ أحمدُ من تسامى

بلثمِ يمينِ والدهِ المطاعِ

على شَمِّ العُلى رفعتْهُ حتى

تقصَّرَ عنْ مداهُ كلُّ ساعِ

عزيزُ الجارِ ناصرُ كلِّ عانٍ

سريعُ الغوثِ بالهِممِ السِّراعِ

عياذُ الملتجِين إذا اضمحلّتْ

صلادُ العزمِ من هولِ الدفاعِ

عمادُ الرُشدِ قمنَ بهِ وضاءتْ

شموسُ هُداهُ في كلِّ البقاعِ

علا بعُلى التواضعِ دُستُ عزٍّ

تُكلَّلُ فيهِ هامُ الارتفاعِ

عظيمُ الجاهِ تقتنصُ الأماني

بهِ ولوِ احتمتْ بينَ السِّباعِ

عكَستْ بسِرِّهِ الأعيانُ حتى

جنيتُ الشهدَ من سُمِّ الأفاعي

على عِلياهُ متكلي إذا ما

أضاقَ الدهرُ ذِرعي أو ذراعي

علَتْ منهُ الفضائلُ عن مثيلٍ

وشلَّتْ دونَها كفُّ المساعي

على لَبَاتِ صدرِ الفخرِ صيغتْ

عقودٌ نورُها بادي الشعاعِ

عمدنا أنْ نُشبّهَها فشمْنَا

لديها الدرَّ من سَقَطِ المتاعِ

عرضْنَ لنا النجومُ فقلتُ خِلِّ

التشبُّهَ بالحرائرِ يا لُكاعِ

عيونُ الكائناتِ بها حيارى

وقلبُ الضِدِّ منها في انخلاعِ

عنيتُ بمدحِهِ حتى تدنّتْ

سُلافُ الراحِ عن لطفِ ابتداعي

عثرتُ على المعاني الغُرِّ حتى

نفثتُ السحرَ في عقدِ اليراعِ

على أنّي وإنْ صغتُ اللآلي

بمدحِ علاهُ في سلكِ اختراعي

عجزتُ بأن أُحيطَ ببعضِ ما قدْ

أحاطَ بهِ من الشرفِ اليَفاعِ

عليهِ سلامُ ربّي كلَّ وقتٍ

وحينَ ما دعا للهِ داعِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

115

قصيدة

6

الاقتباسات

1

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة