الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » كيف احتيالك والقضاء مدبر

عدد الابيات : 17

طباعة

كَيفَ اِحتَيالُكَ وَالقَضاءُ مُدَبَّرٌ

تَجني الأَذى وَتَقولُ إِنَّكَ مُجبَرُ

أَرواحُنا مَعَنا وَلَيسَ لَنا بِها

عِلمٌ فَكَيفَ إِذا حَوَتها الأَقبُرُ

وَمَتَى سَرى عَن أَربَعينَ حَليفُها

فَالشَخصُ يَصغُرُ وَالحَوادِثُ تَكبَرُ

نَفسٌ تُحِسُّ بِأَمرِ أُخرى هَذِهِ

جِسرٌ إِلَيها بِالمَخاوِفِ يُعبَرُ

مَن لِلدَفينِ بِأَن يُفَرَّجَ لَحدُهُ

عَنهُ فَيَنهَضَ وَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

وَالدَهرُ يَقدُمُ وَالمَعاشِرُ تَنقَضي

وَالعَجزُ تَصديقٌ بِمَينٍ يُخبَرُ

زَعِمَ الفَلاسِفَةُ الذينَ تَنَطَّسوا

أَنَّ المَنِيَّةَ كَسرُها لا يُجبَرُ

قالوا وَآدَمُ مِثلُ أَوبَرَ وَالوَرى

كَبَناتِهِ جَهِلَ اِمرُؤٌ ما أَوبَرُ

كُلُّ الَّذينَ تَحكَونَ عَن مَولاكُمُ

كَذِبٌ أَتاكُم عَن يَهودَ يُحَبَّرُ

رامَت بِهِ الأَحبارُ نَيلَ مَعيشَةٍ

في الدَهرِ وَالعَمَلُ القَبيحُ يُتَبِّرُ

عُكِسَ الأَنامُ بِحِكمَةٍ مِن رَبِّهِ

فَتَحَكَّمَ الهَجَرِيُّ فيهِ وَسَنبَرُ

كَذِبٌ يُقالُ عَلى المَنابِرِ دائِماً

أَفَلا يَميدُ لِما يُقالُ المِنبَرُ

وَأَجَلُّ طيبِهِمُ دَمٌ مِن ظَبيَةٍ

وَقَذىً مِنَ الحيتانِ وَهوَ العَنبَرُ

وَلَعَلَّ دُنيانا كَرِقدَةِ حالِمٍ

بِالعَكسِ مِمّا نَحنُ فيهِ تُعَبَّرُ

فَالعَينُ تَبكي في المَنامِ فَتَجتَني

فَرَحاً وَتَضحَكُ في الرُقادِ فَتَعبَرُ

وَالنَفسُ لَيسَ لَها عَلى ما نالَها

صَبرٌ وَلَكِن بِالكَراهَةِ تَصبِرُ

يَغدو المُدَجَّجُ بازِياً أَو أَجدَلاً

فَيَروحُ مُحتَكِماً عَلَيهِ القُبَّرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1994

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة