الديوان » العصر المملوكي » ابن الأبار البلنسي » رويد الليالي كم تصر على الغدر

عدد الابيات : 19

طباعة

رُوَيْدَ الليالِي كَم تُصِرُّ عَلَى الغَدْر

أتَجْهلُ إتْلافَ النّفائِس أمْ تَدرِي

تَدبُّ بِفَجْعِ الخِلِّ بالخِلِّ دَائِباً

وتَسرِي لشتِّ الشَملِ في السِرِّ والجَهرِ

وَما أَنْشَبَتْ في ضَيْغَم الغَاب نَابَها

فأفْلَتَها يَوْماً ولا ظَبْيَة الخِدْرِ

فَيا لَيتَها والهَجْرُ مُودٍ بِوصْلِها

كَفَتْنا سُرُورَ الوَصْل أوْ حَزنَ الهجرِ

وَيا لَيتَها كانَت كأَشْعَبَ في الذي

تَعَلَّمَ دون الطَّيِّ مِن صَنعَةِ النَّشْرِ

فَلَم يَسْتَفِد لُطف التهدِّي إلى الأذى

ولم يعْتَمد عُنْف التَصدِّي إلى الضُّرِّ

لَقد أَثْكلَتْني خُلّةً طَعَنَتْ بِها

ولَكِن أَقامَتْ بعدَها لَوْعَة الصّدْرِ

ذَوَتْ غُصناً مَاءُ النّعيم يُميلُه

بِملْء الحَشايا والحَشا وَقدة الجَمرِ

وأَسْلمَها الجيشُ العَرَمرَمُ للرَّدى

كأن لَم تكُن أحْمَى مِن النجمِ الزُّهرِ

يُذَكِّرُ فيها الشَّمْس والبَدْر كُلّما

رَميْتُ بلَحْظي طلْعة الشَّمس والبَدْرِ

هَوَتْ في الثَّرى وَهْي الثرَيا مكانةً

فَلَهفي لمَا ساء الهَوىتَجِدْنِيَ من مِيقاتِها يَا لِيَوْمِها

مهلاً ولكِنْ بالمَراثِي مِن الشِّعرِ

وَقاذِفَ دَمْعٍ كالجِمارِ مُورَّداً

إذا ما أفاضَ الناسُ فاضَ عَلى النَّحْرِ

وَلا تَلُمَنِّي أن حَلَلْتُ مُقَضِّياً

مَناسِكَ أشْجانِي وضَحَّيتُ بالصَّبرِ

فَقَلْبِيَ لَو رَامَ السلُوَّ ثَنيَتُه

عَن القَرِّ ما بينَ الضُّلوعِ إلى النَّفْرِ

وفاءً بِعَهْدٍ لا أُخِلُّ بِحِفْظِه

إلى عرْضَة الأمواتِ في عرْصة الحَشرِ

آخر الدَّهْرِ

حَنينِي لأحْداثٍ أَطافَتْ بِرَسْمِها

كأَصْدافِ دُرّ لَم تَرِمْ ساحِلَ البَحْرِ

وحَجِّي إلَيْها واعْتِمارِي جَعَلته

وَذاك لَعَمري مُنتَهى شَرَف العُمْرِ

أعِدْ نَظَراً فيما دَعانِي إِلى الأسى

وَما عادَنِي في عِيدي الفِطر والنَّحْرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الأبار البلنسي

avatar

ابن الأبار البلنسي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-alabar@

253

قصيدة

1

الاقتباسات

41

متابعين

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه ...

المزيد عن ابن الأبار البلنسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة