عدد الابيات : 49

طباعة

لقد لقيتُ نصباً

وقد سُقيت وَصَبَا

بجسدٍ لي قد غدَا

مُبَغَّضاً محبَّبا

الحَبُّ قد عَنَيْتُ ما

عنَيْت حُبَّ زينبا

أَنْبَتَ لي الحَبُّ به

أَلف جَرِيبٍ جَرَابا

يا عَجباً من جَرَتٍ

أَبصرتُ مِنْه عجبا

اجتمع الضِّدان فيه

مِقةً واصْطَحَبَا

الماءُ منه قد جَرى

والجَمر قد تَلَهَّبَا

تجري القُيوح أَو أقو

لُ بَلغَ السَّيلُ الزُّبى

والنّار تُذْكَى أَو أَرى

لها عِظَامي حَطَبا

أَنَامِلي السَّلَى وإِن

أَبْصَرْتُ منه رُطَبا

قد خَتموها فضةً

من حَصَفٍ وذهَبا

ترى بها الياقوت والـ

ـجوهرَ والمَخْشَلبا

من حَصَفٍ وجربٍ

قد أَلْهَبا وأَنهبا

يقول من أَبصَرني

ذَا الأُفْق قد تَكوْكَبا

فكَوْكَبٌ في مَشْرِقٍ

وليس يأْتي مَغْربَا

يُظلم عيشي كلَّما

أَبْصَرْتُ فيها كوكبا

فما رأَيْتُ حيَّةً

إِلاَّ رَأَيْتُ عَقْربَا

أُنْخَسُ بالشَّوكِ وقد

أُطعَنُ فيها بالشَّبا

أَكتم كَفَّيَّ عن النَّـ

ـاسِ حَياءً وإِبَا

ما لاح إِلاَّ واخْتَفى

كَفِّيَ عنهمْ واخْتَبا

من الهوانِ عاد كَفِّـ

ـي مَلَكاً مُحَجَّبَا

تطرِّزُ القيوحُ والدِّ

ماءُ ثَوبِي والقَبَا

أَلْبَسُ ثَوْباً ساذجاً

ثم أَراه مُذْهَبَا

من جُملةِ الجمال صرْ

تُ حين صِرْتُ أَجْرَبَا

وأَصبح القطْرانُ والـ

ـكِبْريتُ مِسْكي الكبَا

يا جرَباً إِن لم أَقل

من جَربِي واجَرَبَا

أَصبحتُ ذَا القروح لا

شِعراً ولكن كَرَبَا

ممزَّقَ الجِلدِ مُرا

قَ الدَّم مهجورَ الخِبَا

فكلُّ من يأْلفُني

قد صار لي مُجْتَنِباً

وكلُّهم خَوفاً من الـ

ـعَدْوى يَفِرُّ هَرَبَا

يُعدي الوَرى الأَجربُ

حتى ثوبُه كالثُؤَبَا

يا مَرضاً صِرتُ به

في منزلي مُغْتَرِبَا

ودونَ أَهْلِي مُفْرداً

وعندهم مُذَبْذَبَا

أرْمَى وكَنْتُ أُصْطَفَى

أُقْلَى وكُنْتُ أُجْتَبى

والرأْسُ كنْتُ ثَم صرْ

تُ من ذُنُوبِي ذَنَبَا

غَضِبْتُ من حَالي

وحَقِّي أَنْ أَموتَ غضَبا

لا مرحباً بالعيشِ بل

بالموتِ أَلْفَ مرْحَبَا

مرَّتْ حَياتي فوجَدْ

تُ المَوْتَ حُلْواً طَيِّبا

فما أَلذُّ مَطْعَماً

ولا أُسِيغُ مَشْرَبَا

لا عِشْتُ إِن كنْتُ أَعيـ

ـش هَكَذَا مُعذَّبَا

قوتي حياتي وكذا

سلامتي أن أعطب

أُفٍّ لدنيا لا يزَا

ل المرُء فيها مُتْعَبَا

تَجْرِي المقاديرُ بما

يكره شاءَ أَوْ أَبَى

هنَّ السِّقامُ والعَنا

ءُ والشَّقاءُ والوَبَا

وَبيْنَما يَكُونُ كالطَّـ

ـوْدِ يَعودُ كالهَبا

وكم يلاقي مَهْلَكاً

إِذا أَراد مَطْلبَاً

والحقُّ ما أَقولُ ما

أَقولُ قَطُّ الكذِبَا

كُنْ بشَراً أَو مَلِكَا

أَو مَلَكاً مُقَرَّبا

ما دُمْت موجوداً فما

تَنْفَكُّ تَلْقَى التَّعَبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سناء الملك

avatar

ابن سناء الملك حساب موثق

العصر الايوبي

poet-ibn-sanaa-almalk@

414

قصيدة

6

الاقتباسات

68

متابعين

هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي، أبو القاسم، القاضي السعيد. شاعر، من النبلاء. مصري المولد والوفاة. كان وافر الفضل، رحب النادي، ...

المزيد عن ابن سناء الملك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة