الديوان » العصر الايوبي » فتيان الشاغوري » لئن نأت بعد قرب منكم الدار

عدد الابيات : 35

طباعة

لَئِن نَأَت بَعدَ قُربٍ مِنكُمُ الدارُ

فَلي إِلَيكُم صَباباتٌ وَتَذكارُ

أَحبابَنا لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِنا

حَتّى كَأَنّا قِداحٌ وَهيَ أَيسارُ

لا وُرقَ في البانِ مُذ بِنتُم وَلا وَرَقٌ

وَلا لَنا بَعدُ في الأَوطانِ أَوطارُ

أَيّامَ يَستَخبِرُ الواشونَ عَن خَبَري

وَلي عَلى كَتمِيَ الأَسرارَ إِصرارُ

غادَرتُمُ جَسَدي قَبلَ اللِقاءِ لقىً

فَالدَّمعُ وافٍ وَحُسنُ الصَّبرِ غَدّارُ

مُنِعتُ كُلَّ الرِضى مِنكُم فَوا أَسَفا

حَتّى وَلا طَيفُكُم في النَومِ زَوّارُ

أَستَودِعُ اللَهَ قَوماً ما مُقامُهُمُ

إِلّا بِقَلبِيَ إِن حَلّوا وَإِن ساروا

سُحبُ الجُفونِ هَوامٍ في الخُدودِ فَها

جِسمي غَريقٌ وَفي أَحشائِيَ النارُ

إِن أَنجَدوا فَدُموعُ العَينِ تُنجِدُني

وَغائِرٌ جَيشُ وَجدي كُلَّما غاروا

يا عاذِلي الصَبِّ جَهلاً في صَبابَتِهِ

مَهلاً فَإِقلالُكُم في العَذلِ إِكثارُ

لُمتُم عَلى الرَشَأ النَجدِيِّ ذا كَلَفٍ

قامَت لَهُ في الهَوى العُذرِيِّ أَعذارُ

بِمُخطَفِ الخَصرِ مَهزوزِ المَعاطِفِ مَع

سولِ المَراشِفِ نَفّاعٌ وَضَرّارُ

أَبكي إِذا ما رَنا وَجداً وَيَضحَكُ مِن

كَآبَتي فَهوَ سَخّارٌ وَسَحّارُ

إِن تُدمِ أَلحاظُنا خَدَّيهِ مِن تَرَفٍ

فَلِم لِأَلحاظِهِ أَحشاؤُنا ثارُ

إِنَّ الهَوى جائِرٌ في الحُكمِ لَيسَ لَهُ

في الجارِ لا في سِواهُ يُؤخَذُ الجارُ

لِأَجلِ ذَلِكَ يَنهى النَفسَ عَنهُ ضِيا

ءُ الدينِ إِنَّ هَوى أَهلِ النُهى عارُ

قاضٍ إِذا اِختَلَفَ الخَصمانِ كانَ لَهُ

في نُصرَةِ الحَقِّ إيرادٌ وَإِصدارُ

يَزهو بِهِ مَجدُهُ وَالمَكرُماتُ كَما

يَزهو الرُدَينِيُّ تيهاً وَهوَ خَطّارُ

تَهُزُّهُ لِلمَعالي أَريَحِيَّتُهُ

كَما يُهَزُّ حُسامٌ وَهوَ بَتّارُ

بِالجودِ يَرحَضُ إِعساراً وَيُرخِصُ أَس

عاراً وَتَغلو لَدى عَلياهُ أَشعارُ

بَنى مَجالِسَ جودٍ في الوَرى وَلَهُ

كَم مِن مَجالِ سُجودٍ فيهِ عَمّارُ

مُغرىً بِإِنكارِهِ مَعروفَهُ وَلِأَح

والِ العُفاةِ بِما أَولاهُ إِقرارُ

يُؤيِّدُ البَدءَ بِالعَودِ الجَميلِ بِلا

مَنٍّ فَنائِلُهُ المِدرارُ إِدرارُ

سائِل بِهِ ساكِني الزَوراءِ حينَ مَضى

إِلى الإِمامِ رَسولاً وَهوَ مُختارُ

وَهوَ السَفيرُ الَّذي في كُلِّ مَألُكَةٍ

يَسعى بِها لِوجوهِ النُّجحِ إِسفارُ

وافى الخَليفَةَ وَالدّيوانَ فَاِمتَلَأَت

مِنهُ قُلوبٌ وَأَسماعٌ وَأَبصارُ

فَكانَ حَبراً وَبَحراً في السُؤالِ وَفي ال

جَوابِ وَالأُنمُلاتُ الخَمسُ أَنهارُ

أَنتُم بَنو الشَهرَزورِيِّ الكِرامُ لَكُم

خُبرٌ لَهُ سِيَرٌ سارَت وَأَخبارُ

أَنتُم شُموسٌ إِذا ما الحادِثاتُ دَجَت

وَأَنتُمُ في ظَلامِ اللَّيلِ أَقمارُ

فَلِلمُلوكِ بِكُم مَجدٌ وَأُبَّهَةٌ

مِنها تَلوحُ عَلى الأَيّامِ أَنوارُ

أَقلامُكُم في أَقاليمِ البِلادِ بِها

قَد قُلِّمَت مِن صُروفِ الدَّهرِ أَظفارُ

لِكُلِّ سُلطانِ عَدلٍ مِن كِفايَتِكُم

مُهاجِرونَ بِهِم يَسطو وَأَنصارُ

أَنتُم جِبالُ حُلومٍ فَهيَ راسِيَةٌ

أَنتُم بِحارُ عُلومٍ وَهيَ زُخّارُ

للَهِ دَرُّ ضِياءِ الدينِ إِنَّ لَهُ

مَجداً لَهُ عِندَ مَن والاهُ آثارُ

يا رَبِّ كُن جارَهُ مِمّا يُحاذِرُهُ

فَما يَخيبُ لَهُ راجٍ وَلا جارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فتيان الشاغوري

avatar

فتيان الشاغوري حساب موثق

العصر الايوبي

poet-alshaghouri@

392

قصيدة

1

الاقتباسات

18

متابعين

فتيان بن علي الأسدي. مؤدب، شاعر. من أهل دمشق، نسبته إلى (الشاغور) من أحيائها. مولده في بانياس، ووفاته في دمشق. اتصل بالملوك ومدحهم وعلم أولادهم. له (ديوان شعر - خ) قال ...

المزيد عن فتيان الشاغوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة