عدد الابيات : 29

طباعة

يا عابدا رباً بتصويرِهِ

وعقله من تحت تسخيرِهِ

يفهم شيئاً ويظن الذي

يفهمه الله بتسطيره

خالقك الله بلا شبهة

وخالق العقل وتصويره

من لم يكن يعجز عن علمه

بربه فاه بتغييره

فإن ما في عقله كله

خلق له من بعض تأثيره

يا قانعاً بالعقل في ربه

ما ثم فيه غير تقديره

وإنك المحجوب عنه بما

تخيلته النفس من غيره

تظن أن الله ذاك الذي

عقلته تلجا إلى خيره

هيهات هيهات فيا ويح من

يعبد مفهوماً بتدبيره

يدعوه في سر وجهر ولن

يجيبه في حال تعسيره

لأنه في عجزه مثله

خلق عليه وسم تحقيره

يجله وهو له خاضع

معترف عنه بتقصيره

وكل هذا حاصل منه في

صورة معنى مثل تعبيره

ما عنده الإيمان بالغيب كي

يزول تنجيس بتطهيره

ويعرف الله القديم الذي

ما مثله شيء بتطويره

والله حق والسوى باطل

فاحذر من العقل وتزويره

واثبت على الشرع وما جاء من

أحكامه تظفر بتنويره

وافهم من القرآن مستدركاً

ما خرب العقل بتعميره

واقبل على الغيب وكن واثقاً

به وخف من حكم تدميره

واقطع بعجز الكل عن دركه

واهرب من العقل وتحكيره

عجبت ممن يترك الفهم في ال

قرآن لا يلوي لتفسيره

ليعرف الرب به وهو لا

ينهى عن العقل وتفكيره

تراه يخشى الفهم في آية ال

قرآن تلقيه لتكفيره

ولا يخاف العقل يطغي به

كأنه يقضي بتوقيره

فافهم كتاب الله واحكم بما

فيه على الأدنى وقطميره

واضرع إلى ربك ترجوه في

تهليله حقاً وتكبيره

وإن أراك الله فضل امرئٍ

من كامل الدنيا وتحريره

فثق به واركن إلى قوله

واعكف على تكرار هجِّيره

واشمم شذا الروضة من نفسه

وعش به واقنع بتعطيره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الغني النابلسي

avatar

عبد الغني النابلسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-abd-al-ghani-al-nabulsi@

967

قصيدة

1

الاقتباسات

135

متابعين

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي. شاعر، عالم بالدين والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف. ولد ونشأ في دمشق. ورحل إلى بغداد، وعاد إلى سورية، فتنقل في فلسطين ولبنان، وسافر ...

المزيد عن عبد الغني النابلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة