الديوان
الديوان
»
تونس
»
أبو القاسم الشابي
»
أدركت فجر الحياة أعمى
عدد الأبيات : 18
طباعة
مفضلتي
أَدركتَ فَجْرَ الحَيَاةِ أَعمًى
وكنتَ لا تَعْرِفُ الظَّلامْ
فأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّياجِي
وغامَ مِنْ فوْقِكَ الغَمَامْ
وعِشْتَ في وَحْشَةٍ تُقاسي
خواطراً كلّها ضرامْ
وغُرْبَة مَا بِها رَفيقٌ
وظلمةٍ مَا لها خِتامْ
تشقُّ تِيهَ الوُجُودِ فرداً
قَدْ عضَّكَ الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطارَدَتْ نَفْسَكَ المآسي
وفَرَّ مِنْ قَلْبِكَ السَّلامْ
هوِّنْ على قلبك المعنَّى
إنْ كُنْتَ لا تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ وهو يلغو
وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي
وحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيمْ
فكلُّنا بائسٌ جديرٌ
برأْفَةِ الخَالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحَيَاةِ أعمى
يَسُوقهُ زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المنايا
كأنَّها جنَّةُ الجَحِيمْ
يا صاحِ إنَّ الحَيَاة قفرٌ
مروِّعٌ ماؤهُ سَرَابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاَّ
عَواطفَ الشَّوْكِ والتُّرابْ
وأَسعدُ النَّاس فيه أَعمى
لا يُبْصِرُ الهول والمُصَابْ
ولا يرى أَنْفُسَ البرايا
تَذُوبُ في وقْدَةِ العَذَابْ
فاحمد إِلهَ الحَيَاةِ واقنعْ
فيها بأَلْحانِكَ العِذَابْ
وعِشْ كما شاءَتِ اللَّيالي
مِنْ آهَةِ النَّايِ والرَّبَابْ
الصفحة السابقة
كان في قلبي فجر ونجوم
الصفحة التالية
يا قلبي الدامي إلام الوجوم
معلومات عن أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي. في نفحات أندلسية. ولد في قرية (الشابيّة) من ضواحي توزر (عاصمة الواحات التونسية في الجنوب) وقرأ العربية بالمعهد الزيتوني (بتونس)..
المزيد عن أبو القاسم الشابي
تصنيفات القصيدة
قصيدة عامه
عموديه
بحر مخلع البسيط
اقتباسات أبو القاسم الشابي
اقرأ أيضاً ل أبو القاسم الشابي :
لا ينهض الشعب إلا حين يدفعه
يا أيها السادر في غيه
يا إله الوجود هذي جراح
غناه الأمس وأطربه
أزنبقة السفح ما لي أراك
نحن نمشي وحولنا هاته الأك
أي ناس هذا الورى ما رأى
راعها منه صمته ووجومه
بالأمس قد كانت حياتي
يا لاابتسامة قلب
الرئيسية
شعراء العصور
شعراء الدول
البحور الشعرية
الاقتباسات الشعرية
الشعراء والمؤلفون
موضوعات القصيدة
موضوعات الاقتباسات
مفضلتي ❤